كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

بْنُ مَالِكٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْبَرَاءِ، ثُمَّ ذَكَرَهُ فِي الضُّعَفَاءِ.
4196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَتَبَاكَوْا) أَيْ: تَكَلَّفُوا الْبُكَاءَ.
4197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الزُّرَقِيُّ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (ثُمَّ تُصِيبُ) أَيْ: تِلْكَ الدُّمُوعُ (مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ) بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ هُوَ مَا أَقْبَلَ عَلَيْكَ وَبَدَا لَكَ مِنْهُ (إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهِ) أَيْ: ذَلِكَ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ أَوْ وَجْهَهُ أَوْ حُرَّ الْوَجْهِ، أَوِ الشَّيْءَ الَّذِي أَصَابَتْهُ الدُّمُوعُ مِنْهُ وَأَرْجَى الْوُجُوهِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ هُوَ الْوَجْهُ الْأَوَّلُ، وَالْمُرَادُ بِالتَّحْرِيمِ عَلَى النَّارِ مَنْعُ النَّارِ مِنْ إِحْرَاقِهِ لَا التَّحْرِيمُ التَّكْلِيفِيُّ، وَفِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ضَعِيفٌ.
[باب التَّوَقِّي عَلَى الْعَمَلِ]
4198 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ قَالَ لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَيُصَلِّي وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أَيِ: التَّحَفُّظُ عَلَيْهِ بِالْخَوْفِ عَنْ رَدِّهِ وَتَرْكِ مَا يُؤَدِّي إِلَى بُطْلَانِهِ.
قَوْلُهُ: (هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَزْنِي) كَأَنَّهَا زَعَمَتْ أَنَّ الْخَوْفَ إِنَّمَا يُنَاسِبُ الْأَعْمَالَ الْقَبِيحَةَ دُونَ الصَّالِحَةِ فَتَحْمِلُ قَوْلَهُ: {يُؤْتُونَ مَا آتَوْا} [المؤمنون: 60] أَيْ: يُؤَدُّونَ مِنَ الْأَعْمَالِ الْقَبِيحَةِ مَا أَدَّوْا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَيْ: يَفْعَلُونَ بِمَا فَعَلُوا فِي أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ (وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ) فَالْمُرَادُ أَنَّهُمُ الَّذِينَ يُدِيمُونَ عَلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي فَعَلُوهَا أَوَّلَ إِسْلَامٍ وَالْحَالُ أَنَّهُمْ يَخَافُونَ الرَّدَّ.
4199 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَعِيلَ بْنِ عِمْرَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ رَبٍّ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ كَالْوِعَاءِ إِذَا طَابَ أَسْفَلُهُ طَابَ أَعْلَاهُ وَإِذَا فَسَدَ أَسْفَلُهُ فَسَدَ أَعْلَاهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِذَا طَابَ أَسْفَلُهُ) كَأَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْعِبْرَةَ بِالْخَوَاتِيمِ، وَفِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ

الصفحة 549