كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)
إِنَّمَا تُنَافِي الْحُضُورَ فَلَا يَلْزَمُ مِنْهَا عَدَمُ الْإِيمَانِ (سَاعَةً) يَكُونُ الْحُضُورُ لِيَنْتَظِمَ بِهِ أَمْرُ الدِّينِ وَسَاعَةً تَكُونُ الْغَفْلَةُ لِيَنْتَظِمَ بِهَا أَمْرُ الدِّينِ وَالْمَعَاشِ، وَفِي كُلٍّ مِنْهُمَا رَحْمَةٌ عَلَى الْعِبَادِ.
4240 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ خَيْرَ الْعَمَلِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (اكْلَفُوا) بِفَتْحِ اللَّامِ مِنْ كَلِفَ بِكَسْرِ اللَّامِ، أَيْ: تَحَمَّلُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ الْمُدَاوَمَةَ وَالثَّبَاتَ عَلَيْهِ، وَفِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
4241 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِيَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ فَأَتَى نَاحِيَةَ مَكَّةَ فَمَكَثَ مَلِيًّا ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَجَدَ الرَّجُلَ يُصَلِّي عَلَى حَالِهِ فَقَامَ فَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ ثَلَاثًا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مَلِيًّا) أَيْ: زَمَانًا طَوِيلًا (بِالْقَصْدِ) هُوَ الْوَسَطُ الْمُعْتَدِلُ الَّذِي لَا يَمِيلُ إِلَى أَحَدِ طَرَفَيِ التَّفْرِيطِ وَالْإِفْرَاطِ، وَفِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُخْتَلَفٌ فِيهِ وَبَاقِي رِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[باب ذِكْرِ الذُّنُوبِ]
4242 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبِي عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ «قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُؤَاخَذُ بِمَا كُنَّا نَعْمَلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ) أَيْ: أَتَى بِالْإِسْلَامِ مَعَ التَّصْدِيقِ فِي الْقَلْبِ لَمْ يُؤَاخَذْ؛ لِأَنَّ الْإِيمَانَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ مِنَ الْخَطَايَا (وَمَنْ أَسَاءَ) فِي الْإِسْلَامِ بِأَنْ أَتَى بِهِ مِنْ غَيْرِ مُوَاطَأَةِ الْقَلْبِ، وَهَذَا هُوَ إِسْلَامُ الْمُنَافِقِ، وَهَذَا لَا يَمْنَعُ الْمُؤَاخَذَةَ بِمَا سَبَقَ، بَلْ يَسْتَحِقُّ صَاحِبُهُ أَشَدَّ الْعِقَابِ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145]
4243 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ طَالِبًا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (وَمُحَقَّرَاتُ الْأَعْمَالِ) أَيْ: مَا لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِهَا مِنَ الذُّنُوبِ (طَالِبًا) أَيْ: مُكَلَّفًا فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ
الصفحة 560
598