كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

(سَمِعْتُ النَّاسَ. . . إِلَخْ) يُرِيدُ أَنَّهُ كَانَ مُقَلِّدًا فِي دِينِهِ لِلنَّاسِ وَلَمْ يَكُنْ مُنْفَرِدًا عَنْهُمْ بِمَذْهَبٍ فَلَا اعْتِرَاضَ عَلَيْهِ حَقًّا كَانَ مَا عَلَيْهِ أَوْ بَاطِلًا (عَلَى الشَّكِّ) أَيْ: خِلَافَ الْيَقِينِ اللَّائِقِ بِالْإِنْسَانِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَفِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
4269 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ «عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27] قَالَ نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ يُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ فَذَلِكَ قَوْلُهُ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] »
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فِي عَذَابِ الْقَبْرِ) أَيْ: فِي السُّؤَالِ فِي الْقَبْرِ وَلَمَّا كَانَ السُّؤَالُ يَكُونُ سَبَبًا لِلْعَذَابِ فِي الْجُمْلَةِ وَلَوْ فِي حَقِّ بَعْضٍ عَبَّرَ عَنْهُ بِاسْمِ الْعَذَابِ فَالْمُرَادُ بِالتَّثْبِيتِ فِي الْآخِرَةِ هُوَ تَثْبِيتُ الْمُؤْمِنِ فِي الْقَبْرِ عِنْدَ سُؤَالِ الْمَلَكَيْنِ إِيَّاهُ.
4270 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ «عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ يُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ) هُوَ مِنْ بَابِ الْقَلْبِ وَالْأَصْلُ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ كَمَا فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ وَمِثْلُهُ فِي الْقَلْبِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} [غافر: 46] وَاللَّهُ أَعْلَمُ (فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) أَيْ: فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ مِنْ مَقَاعِدِ الْجَنَّةِ، أَوْ فَمَقْعَدُهُ مِنْ مَقَاعِدِ الْجَنَّةِ (يُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ) يُحْتَمَلُ أَنَّ الْإِشَارَةَ إِلَى الْقَبْرِ، أَيِ: الْقَبْرُ مَقْعَدُكَ إِلَى أَنْ يَبْعَثَكَ اللَّهُ إِلَى الْمَقْعَدِ الْمَعْرُوضِ، أَوْ إِلَى مَقْعَدِكَ الْمَعْرُوضِ وَحَتَّى غَايَةٍ لِلْعَرْضِ، أَيْ: يُعْرَضُ عَلَيْكَ إِلَى الْبَعْثِ، ثُمَّ بَعْدَ الْبَعْثِ تَخْلُدُ، ثُمَّ هَذَا الْقَوْلُ يَعُمُّ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْمُرَادُ يُقَالُ لِكُلِّ أَحَدٍ هَذَا الْكَلَامُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالْمَرَامِ.
4271 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ أَنْبَأَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُحَدِّثُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يُبْعَثُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ) هِيَ بِفَتْحَتَيْنِ الرُّوحُ، وَالْمُرَادُ رُوحُ الْمُؤْمِنَ الشَّهِيدِ كَمَا جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ (طَائِرٌ) ظَاهِرُهُ أَنَّ الرُّوحَ يَتَشَكَّلُ وَيَتَمَثَّلُ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى

الصفحة 569