كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

إِظْهَارُ فَضْلِهِمْ بَيْنَ الْأُمَمِ، وَإِلَّا فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا كَيْفَ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَوَرَدَ أَنَّ عِلْمَ الْحَاكِمِ إِنْ كَفَى فَلَا حَاجَةَ إِلَى هَذِهِ الشَّهَادَةِ، وَإِلَّا فَكَيْفَ صَحَّتْ شَهَادَتُهُمْ مَعَ انْتِهَائِهَا إِلَى عِلْمِهِ تَعَالَى فَلْيُتَأَمَّلْ.
4285 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ «صَدَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ عَبْدٍ يُؤْمِنُ ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلَّا سُلِكَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ وَأَرْجُو أَلَّا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبَوَّءُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ذَرَارِيِّكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ وَلَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (صَدَرْنَا) أَيْ: رَجَعْنَا مِنْ غَزْوٍ، أَوْ سَفَرٍ (إِلَّا سُلِكَ) عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ، أَيْ: أُدْخِلَ (أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا) أَيْ: مُؤْمِنُو سَائِرِ الْأُمَمِ الْجَنَّةَ، وَفِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ فِيهِ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ضَعِيفٌ فِي الْأَوْزَاعِيِّ وَعَامَّةُ أَحَادِيثِهِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ مَقْلُوبَةٌ، لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ.
4286 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَعَدَنِي رَبِّي سُبْحَانَهُ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا وَثَلَاثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (وَثَلَاثُ حَثَيَاتٍ) يَحْتَمِلُ الرَّفْعَ عَطْفٌ عَلَى " سَبْعُونَ " وَالنَّصْبَ عَلَى أَنَّهُ عَطْفٌ عَلَى سَبْعِينَ وَالْأَوَّلُ أَقْرَبُ لَفْظًا وَأَبْلَغُ مَعْنًى فَلَعَلَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى هُوَ الْمُرَادُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ: قَالَ فِي النِّهَايَةِ هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْمُبَالَغَةِ عَنِ الْكَثْرَةِ، وَإِلَّا فَلَا كَفَّ وَلَا حَثَى جَلَّ عَنْ ذَلِكَ وَعَزَّ اهـ. قُلْتُ: وَقَدْ جَاءَ {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] فَهَذِهِ مِثْلُ ذَلِكَ الْحَدِيثِ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ تَقْتَضِي أَنَّ حَثْيَةً وَاحِدَةً تَكْفِي لِتَمَامِ الْأُمَّةِ فَلَعَلَّ فِي تَعَدُّدِ الْحَثَيَاتِ تَشْرِيفًا لِلْأُمَّةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالْحِكْمَةِ.
4287 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّحَّاسِ الرَّمْلِيُّ وَأَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ قَالَا حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُكْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أُمَّةً نَحْنُ آخِرُهَا وَخَيْرُهَا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (نُكْمِلُ) أَيْ: نَحْنُ، مِنَ الْإِكْمَالِ أَوْ

الصفحة 574