كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

بِهِ تَنْقِيعًا لَهُمْ، بَلِ اسْتِذْكَارًا لِمَا كَانُوا فِيهِ لِيَزْدَادُوا فَرَحًا عَلَى فَرَحٍ لِكَوْنِهِمْ عُتَقَاءَ اللَّهِ وَالْوَاوُ لِكَوْنِهِمْ بِمَنْزِلَةِ الْعِلْمِ، أَوْ عَلَى حِكَايَةٍ عَنْ لَفْظِ يَقُولُ النَّاسُ فَإِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ بِالرَّفْعِ، أَيْ: هُمْ جَهَنَّمِيُّونَ وَرُوِيَ الْجَهَنَّمِيِّينَ بِالْيَاءِ كَمَا هُوَ الْأَصْلُ.
4316 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ «أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ سِوَاكَ قَالَ سِوَايَ قُلْتُ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَا سَمِعْتُهُ»
4317 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ يَقُولُ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَدْرُونَ مَا خَيَّرَنِي رَبِّيَ اللَّيْلَةَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا قَالَ هِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (أَتَدْرُونَ) مِثْلُ هَذَا السُّؤَالِ لِلتَّشْوِيقِ إِلَى الْجَوَابِ حَتَّى يَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِكُلِّيَّتِهِمْ (هِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ) أَيْ: فَاثْبُتُوا عَلَى الْإِسْلَامِ عَلَى الدَّوَامِ حَتَّى تَنَالُوهَا، وَالْمُرَادُ بِالْإِسْلَامِ هُوَ هَذَا الدِّينُ بَلِ الْإِيمَانُ لَا مُجَرَّدُ إِظْهَارِ الْأَرْكَانِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[باب صِفَةِ النَّارِ]
4318 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي وَيَعْلَى قَالَا حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ نُفَيْعٍ أَبِي دَاوُدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَلَوْلَا أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا وَإِنَّهَا لَتَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُعِيدَهَا فِيهَا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ) أَيْ: نَارُ الدُّنْيَا بَعْدَ أَنْ خَرَجَتْ مِنْ جَهَنَّمَ أُطْفِئَتْ، أَيْ: أُزِيلَ شِدَّةُ حَرِّهَا (مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا) أَيْ: مَا أَمْكَنَ لِأَحَدٍ أَنْ يَقْرَبَهَا لِيَتَمَكَّنَ مِنَ الِانْتِفَاعِ بِهَا (أَنْ لَا يُعِيدَهَا) أَيِ الْحَرَارَةَ الْمُزَالَةَ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ شِدَّةَ الْحَرَارَةِ مِمَّا يُؤْذِي النَّارَ نَفْسَهَا وَيُؤَيِّدُهُ الْحَدِيثُ الْآتِي، وَفِي الزَّوَائِدِ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ كَمَا رَوَاهُ الْمُصَنِّفُ، وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَبَعْضُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
4319 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَجَعَلَ لَهَا نَفَسَيْنِ نَفَسٌ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٌ فِي الصَّيْفِ فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ مِنْ سَمُومِهَا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (اشْتَكَتِ النَّارُ) مَنِ اعْتَقَدَ أَنَّهُ تَعَالَى عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا يُسْتَبْعَدُ ذَلِكَ مِنَ النَّارِ مَعَ أَنَّهَا عِنْدَ الْحَسِّ جَمَادٌ (أَكَلَ) أَيْ: مِنْ شِدَّةِ الْمُزَاحَمَةِ الْحَاصِلَةِ مِنَ الْكَثْرَةِ صَارَ كَأنَّ الْبَعْضَ

الصفحة 586