كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

يَغْلِبُ عَلَى الْبَعْضِ (نَفَسَيْنِ) بِفَتْحَتَيْنِ (نَفَسٌ) هَكَذَا فِي النُّسَخِ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا إِذْ لَا عِبْرَةَ بِخَطِّ الْمَنْصُوبِ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ، أَوْ مَرْفُوعًا وَوَجْهُ الرَّفْعِ غَيْرُ خَفِيٍّ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا، أَيْ: مِنْ أَثَرِ طَبَقَتِهَا الْبَارِدَةِ.
4320 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُوقِدَتْ النَّارُ أَلْفَ سَنَةٍ فَابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَتْ أَلْفَ سَنَةٍ فَاحْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَتْ أَلْفَ سَنَةٍ فَاسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَهِيَ سَوْدَاءُ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ) فَاجْتَمَعَ فِيهَا الشَّرُّ مِنَ الْوُجُوهِ كُلِّهَا.
4321 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ الْكُفَّارِ فَيُقَالُ اغْمِسُوهُ فِي النَّارِ غَمْسَةً فَيُغْمَسُ فِيهَا ثُمَّ يُقَالُ لَهُ أَيْ فُلَانُ هَلْ أَصَابَكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا مَا أَصَابَنِي نَعِيمٌ قَطُّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ الْمُؤْمِنِينَ ضُرًّا وَبَلَاءً فَيُقَالُ اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُغْمَسُ فِيهَا غَمْسَةً فَيُقَالُ لَهُ أَيْ فُلَانُ هَلْ أَصَابَكَ ضُرٌّ قَطُّ أَوْ بَلَاءٌ فَيَقُولُ مَا أَصَابَنِي قَطُّ ضُرٌّ وَلَا بَلَاءٌ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي الْجَنَّةِ) أَيْ: أَدْخِلُوهُ فِيهَا سَاعَةً قَدْرَ مَا يُغْمَسُ فِي الْمَاءِ وَنَحْوِهِ فَإِطْلَاقُ الْغَمْسِ هَاهُنَا بِالْمُشَاكَلَةِ وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُرَادَ الْغَمْسُ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ.
4322 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ «عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْكَافِرَ لَيَعْظُمُ حَتَّى إِنَّ ضِرْسَهُ لَأَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ وَفَضِيلَةُ جَسَدِهِ عَلَى ضِرْسِهِ كَفَضِيلَةِ جَسَدِ أَحَدِكُمْ عَلَى ضِرْسِهِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَضِيلَةُ جَسَدِهِ) أَيْ: زِيَادَةُ الْحِسِّيَّةِ وَالْمَعْنَوِيَّةِ فِي الْخَيْرِ، ثُمَّ، قِيلَ: هُوَ مِنْ قَبِيلِ الِانْتِفَاخِ لَا الزِّيَادَةِ مِنْ خَارِجٍ لِئَلَّا يَلْزَمَ تَعْذِيبَ الْأَجْزَاءِ الْغَيْرِ الْعَاصِيَةِ وَقَدْ يُقَالُ هُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَحْفَظَ غَيْرَ الْعَاصِي مِنَ الْأَجْزَاءِ عَنِ الْعَذَابِ مَعَ وُجُودِ الزِّيَادَاتِ تَقَبُّحًا فِي السُّورَةِ وَتَشْدِيدًا فِي الْعَذَابِ وَذَلِكَ بِأَنْ يَجْعَلَ الْأَجْزَاءَ الزَّائِدَةَ طَرِيقًا لِوُصُولِ الْعَذَابِ أَيِ الْأَصْلِيَّةِ مِنْ عَدَمِ الْوُصُولِ إِلَى الزَّائِدَةِ فَلْيُتَأَمَّلْ، وَفِي الزَّوَائِدِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ وَالرَّاوِي عَنْهُ ضَعِيفَانِ وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي

الصفحة 587