كتاب جامع المسانيد للخوارزمي (اسم الجزء: 2)

إحدى وأربعين وخمس مائة* واستنابه قاضي القضاة أبو الحسن علي بن أحمد الدامغاني في سنة ثمانين وأذن له في الشهادة عنده وعليه فيما يسجله وكان على القضاء إلى أن مات سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة* فلما ولي ابن أخيه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن الحسين الدامغاني في القضاء ببغداد سنة ست وثمانين استناب القاضي أبا عبيد الله بن الساوي ثم لزم منزله وعجز عن الحركة والنهوض وصار حليف الفراش إلى حين وفاته وكان شيخ القضاة والشهود في وقته وهو آخر من بقي من شهود الزينبي وكان فقيهاً فاضلاً على مذهب أبي حنيفة عارفاً بالأحكام والقضايا ورعاً متديناً عفيفاً نزهاً عليه مهابة ووقار وله جلالة في النفوس ومكان وعلى وجهه أنوار الطاعة وهيبة الدين وكان يقيم جاه الشرع ويسوى عنده القوي والضعيف والشريف والدني في مجلس الحكم وإذا وجب حق على فقير وسأل صاحب الحق حبسه أدى عنه من ماله مع قلة ذات يده*
(قال) الحافظ رحمه الله بقي نيفاً وخمسين سنة يشهد ويقضي بين الناس على أحسن طريقة وأجمل سيرة ويشكره العام والخاص سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمرة الجريري وأبي نصر أحمد بن محمد وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم* حدث بكتاب السنن لأبي داود السجستاني وكتاب النسب للزبير بن بكار عن أبي الحسين بن الفراء وبغير ذلك من الأجزاء - (قال) الحافظ كتبت عنه وكان ثقة نبيلاً لم أر مثله في معناه سألته عن مولده فقال في محرم سنة اثنتي عشرة وخمس مائة* توفي في محرم سنة ست وتسعين وخمس مائة* ودفن بالشونيزية عند أهله وكان آخر من بقي من بيته ولم يعقب أحداً رحمه الله تعالى*
(يقول) أضعف عباد الله وهو شيخ شيوخي الأربعة في مسند الحافظ ابن

الصفحة 535