كتاب جامع المسانيد للخوارزمي (اسم الجزء: 2)

جد أبي يوسف يروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه*
(قال) أبو كامل القاضي أبو يوسف هو قاضي موسى الهادي وهارون الرشيد ببغداد* لم يختلف يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني في توثيقه وكان استخلف ابنه يوسف على الجانب الغربي فأقره الرشيد على عمله وولاه قضاء القضاة بعد موت أبيه*
(قال) الخطيب قال يحيى بن معين وقد كتبنا عنه أحاديث قال أبو الفضل يعني العباس سمعت أحمد بن حنبل يقول أول ما طلبت الحديث ذهبت إلى أبي يوسف القاضي ثم طلبت بعد وكتبنا عن الناس*
(قال) الخطيب أخبرنا الحسن بن أبي بكر بإسناده إلى أبي يوسف القاضي قال توفي أبي إبراهيم وتركني يتيماً في حجر أمي فأسلمتني إلى قصار أخدمه وكنت أتركه وأمر إلى حلقة أبي حنيفة وأجلس فيها وأستمع وكانت أمي تجيء خلفي إلى الحلقة وتأخذ بيدي وتسلمني إلى القصار فلما طال عليها ذلك قالت لأبي حنيفة ما لهذا الصبي فساد غيرك هذا صبي يتيم لا شيء له وأنا أطعمه من مغزلي وأؤمل أن يكتسب دانقاً ينفقه على نفسه فقال لها أبو حنيفة اذهبي يا رعناء هذا يتعلم أكل الفالوذج بدهن الفستق فانصرفت عنه وهي تقول أنت شيخ قد خرفت وذهب عقلك ثم لزمته فنفعني الله بالعلم ورزقني حتى تقلدت القضاء وكنت أجالس الرشيد وآكل معه على مائدته فلما كان في بعض الأيام قدم إلى الرشيد فالوذجة فقال يا يعقوب كل فما كل يوم يعمل لنا مثلها فقلت وما هذه يا أمير المؤمنين فقال هذه فالوذجة بدهن الفستق فضحكت فقال مم تضحك فقلت خيراً أبقى الله أمير المؤمنين قال لتخبرني فألح علي فأخبرته بالقصة من أولها إلى آخرها فعجب من ذلك وقال لعمري إن العلم ليرفع وينفع ديناً ودنيا

الصفحة 579