كتاب جامع المسانيد للخوارزمي (اسم الجزء: 2)

الاشتغال بالمذهب والخلاف والتفسير وكتب الوعظ وحفظ العربية حتى صار مبرزاً عالماً ثم أذن له بالجلوس بباب بدر الشريف في بكرة كل يوم الثلاثاء فبقي على ذلك مدة ينشد كل مجلس قصيدة يمدح بها الإمام ويطرب بها العوام* ثم شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم ابن الدامغاني سنة أربع وست مائة فقبل شهادته وولاه الحسبة والنظر في الأوقاف فلم يزل على ذلك إلى أن عزل من الحسبة عشية يوم الأربعاء سادس عشر رجب سنة تسع وست مائة* ثم عزل عن النظر في الأوقاف ومنع من الجلوس ولزم بيته إلى أن أعيد إلى الحسبة سنة خمس عشرة وست مائة وأذن له في الدخول على الأمين أبي نصر ولد الإمام الناصر فحصل له أنس به وسمع منه مسند أحمد فلما توفي الإمام الناصر أمر ابن الجوزي بغسله ثم أرسله الإمام الظاهر ليفيض الخلع إلى الكافة ثم عاد إلى بغداد وقد توفي الإمام الظاهر وتولى الإمام المستنصر فأرسله مرات إلى الشام والروم ومصر وشيراز وحصلت له نعمة طائلة فلما فرغت المدرسة المستنصرية جعل مدرساً للطائفة الحنبلية وترك الوعظ فلم يقعد مجلساً بعد ذلك واستناب ابنه* قال الحافظ ابن النجار قرأت بخط شيخنا أبي الفرج ابن الجوزي ولد أبو محمد يوسف في ليلة ثالث عشر ذي القعدة الحرم سنة ثمان وخمس مائة وقت السحر*
(يقول) أضعف عباد الله وقد سمعت عليه بعض مسانيد أبي حنيفة على ما مر ذكره لك في أول الكتاب*

الصفحة 584