كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 2)

المسور خرج تاجرا إلى سوق ذي المجاز «1» أو عكاظ. فإذا رجل من الأنصار يوم الناس أرت أو الثغ «2» . فأخره وقدم رجلا. فغضب الرجل المؤخر.
فأتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين إن المسور أخرني وقدم رجلا. فغضب عمر وجعل يقول: وا عجبا لك يا مسور وجعل يرسل إلى بيته. فلما قدم المسور أخبر بذلك. فأتاه فلما رآه طالعا قال: وا عجبا لك يا مسور فقال: لا تعجل يا أمير المؤمنين فو الله ما أردت إلا خيرا «3» قال: وأنى الخير في هذا؟
فقال: إن سوق عكاظ أو ذي المجاز اجتمع فيها ناس كثير. عامتهم لم يسمع القرآن. فكان «4» الرجل أرت أو الثغ فخشيت أن يتفرقوا بالقرآن على لسانه فأخرته وقدمت رجلا عربيا بينا «5» فقال عمر: جزاك الله خيرا.
612- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عبد الله بن جعفر.
__________
612- إسناده ضعيف.
تخريجه:
أخرجه المصنف بنحوه في ترجمة ابن عوف: 3/ 133 من طريق شيخه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. وهو ثقة كما سيأتي في ترجمته سند رقم (617) ، أخبرنا عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيها. وهذا إسناد لا بأس به. وانظر قصة الشورى في صحيح البخاري كتاب الفضائل باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان من حديث عمرو بن ميمون الأودي. وفي كتاب الأحكام باب كيف يبايع الإمام الناس؟ من حديث المسور بن مخرمة (7/ 59 و 13/ 193 من الفتح) .
__________
(1) سوق ذي المجاز: من أشهر أسواق العرب في الجاهلية. ويقع بسفح جبل كبكب من الغرب. ويصب سيله في المغمس. ويراه من يخرج من مكة على طريق الشرائع. وكانت أيامه من أول ذي الحجة حتى يوم الثامن (معجم المعالم الجغرافية ص: 279) . وعكاظ: سوق مشهور يقع شمال شرق ضاحية الحوية من الطائف (المصدر السابق: ص 215) .
(2) الأرت: الذي في لسانه عقدة وحبسة ويعجل في كلامه فلا يطاوعه لسانه (اللسان: 2/ 34) . والألثغ: هو الذي لا يستطيع أن ينطق بالراء فيجعلها غينا أو لاما. وقيل غير ذلك. (نفس المصدر: 8/ 448) .
(3) في المحمودية:، الخير،.
(4) في المحمودية:، وكان،.
(5) عربيا بينا: أي فصيحا في نطقه (اللسان مادة عرب: 1/ 588) .

الصفحة 143