كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 2)

عن أم بكر بنت المسور. وأبي عون. قالا: أصاب المسور بن مخرمة حجر من المنجنيق ضرب البيت. فانفلق منه فلقة. فأصابت خد المسور وهو قائم يصلي. فمرض منها أياما. ثم هلك في اليوم الذي جاء فيه نعي يزيد بن معاوية بمكة «1» . وابن الزبير يومئذ لا يتسمى بالخلافة. الأمر شورى.
636- قال محمد بن عمر: فذكرت ذلك لشرحبيل بن أبي عون.
فقال: أخبرني أبي. قال: قال لي المسور بن مخرمة: يا مولى عبد الرحمن.
صب لي وضوءا. فقلت: أين تذهب؟ فقال «2» : إلى المسجد. فصببت له وضوءا فأسبغ الوضوء. وخرج وعليه درع له خفيف «3» يلبسها إذا لم يكن له قتال. فلما بلغ الحجر قال: خذ درعي. قال: فأخذتها فلبستها.
وجلست قريبا منه. والحجارة يرمي بها البيت. وهو يصلي في الحجر.
فجئت فقمت إلى جنبه. فقلت: أي مولاي. إني أرى الحجارة اليوم كثيرة.
فلو لبست درعك ومغفرك «4» . أو تحولت عن هذا الموضع. أو رجعت إلى منزلك. فإني لا آمن عليك. فو الله ما يغني شيئا إنهم لعالون علينا.
وإنما نحن لهم أغراض «5» . فقال: ويحك. وهل بد من الموت علي
__________
636- إسناده ضعيف.
- رجاله تقدموا مرارا.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 16/ 507 من طريق المصنف به.
__________
(1) كان ذلك لهلال ربيع الآخر سنة 64 هـ (انظر تاريخ الطبري: 4/ 498) وما يأتي برقم (643) .
(2) في المحمودية، قال،.
(3) في المحمودية، خفيفة، وكذا في تاريخ دمشق: 16/ 507.
(4) المغفر: مثل القلنسوة غير أنها أوسع وهو حلق يجعلها الرجل أسفل البيضة (وهي غطاء الرأس) تسبغ على العنق فتقيه (اللسان: 5/ 26) .
(5) أغراض: جمع غرض وهو الهدف (المصدر السابق: 7/ 196) .

الصفحة 158