كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 2)

ثم قال ابن الزبير: انطلق بنا يا أبا صفوان إلى المسور. فإنا لا نقطع أمرا دونه. فقاما حتى دخلا على المسور. فقال ابن الزبير: ما ترى يا أبا عبد الرحمن في أهل الشام فإنهم استأذنوا أن يطوفوا بالبيت وينصرفوا إلى بلادهم. فقال المسور: أجلسوني. فأجلس. فقال: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ» «1» الآية. وقد خربوا بيت الله. وأخافوا عواذه.
فأخفهم كما أخافوا عواذ الله. فتراجعوا شيئا من مراجعة. وغلب المسور.
فاضطجع ومات ذلك اليوم. رحمه الله ورضي عنه.
639- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني شرحبيل بن أبي عون. عن أبيه. قال: حضرنا غسل المسور وبنوه حضور. قال: فولى ابن الزبير غسله. فغسله الغسلة الأولى بالماء القراح «2» . والثانية بالماء والسدر «3» . والثالثة بالماء والكافور. ووضأه بعد أن فرغ من غسله.
ومضمضة. وأنشقه. ثم كفناه في ثلاثة أثواب. أحدها حبرة «4» . قال:
فرأيت ابن الزبير حمله بين العمودين فما فارقه حتى صلى عليه بالحجون.
وأنا لنطأ به القتلى وأهل الشام. وصلوا عليه «5» معنا. ونهانا ابن الزبير يومئذ
__________
639- إسناده ضعيف.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 16/ ل 508 من طريق المصنف به.
__________
(1) سورة البقرة. آية (114) .
(2) الماء القراح: الصافي الذي لم يخلط بشيء.
(3) انظر المصنف لابن أبي شيبة: 3/ 242 وما بعدها حول كيفية غسل الميت وعدد غسلاته وما يغسل به في كل مرة.
(4) الحبرة: الثوب المخطط.
(5) في نسخة المحمودية: وصلوا علينا معنا.

الصفحة 161