كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 2)

سلطاني. إلا قد رأيته غير هذا. فإنه حدثني أنه يقتلني رجل من ثقيف فأراني الذي قتلته.
قال محمد بن عمر: وكان مصعب بن الزبير هو الذي قتل المختار وبعث برأسه إلى عبد الله بن الزبير. وتخلف على العراق ووجه إلى خراسان.
رجع الحديث إلى الأول «1» : [غزو أهل الشام للمدينة بعد خلعهم ليزيد]
قال: ولما بلغ يزيد بن معاوية وثوب أهل المدينة وإخراجهم عامله وأهل بيته عنها. وجه إليهم مسلم بن عقبة المري «2» . وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة. كانت به النوطة «3» . فوجهه في جيش كثيف. فكلمه عبد الله بن جعفر في أهل المدينة. وقال: إنما تقتل بهم نفسك. فقال: أجل أقتل بهم نفسي. وأشفي نفسي. ولك عندي واحدة. آمر مسلم بن عقبة أن يتخذ المدينة طريقا. فإن هم تركوه. ولم يعرضوا له. ولم ينصبوا الحرب.
تركهم. ومضى إلى ابن الزبير فقاتله. وإن هم منعوه أن يدخلها ونصبوا له الحرب. بدأ بهم. فناجزهم القتال. فإن ظفر بهم قتل من أشرف له.
وأنهبها ثلاثا ثم مضى إلى عبد الله بن الزبير. فرأى عبد الله بن جعفر. في هذا فرج كبير. وكتب بذلك إليهم. وأمرهم أن لا يعرضوا لجيشه إذا مر
__________
(1) انظر الإسناد الجمعي رقم (520/ 1، 2، 3،.
(2) مسلم بن عقبة بن رياح المري. ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 16/ ق 40. وقال: أدرك النبي ص. وشهد صفين مع معاوية. وعمدته في ذلك أن عمره بضع وتسعون سنة زمن الحرة (63 هـ) ، فيكون في زمن النبي ص رجلا كبيرا. وقد ترجمه الحافظ ابن حجر في الإصابة: 6/ 294 واعتذر عن إيراده في كتابه وقال: أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة. وأسرف في قتل الكبير والصغير حتى سموه مسرفا.
(3) النوطة: ورم في الصدر وقيل غدة تصيب البعير في بطنه فتقتله (لسان العرب، مادة: نوط: 7/ 420) .

الصفحة 64