كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 2)

قريش. وأشهدهم على ذلك. وجعل الحجر عنده في تابوت في سرقة «1» من حرير. ثم بنى البيت وأدخل الحجر فيه. وجعل للكعبة بابين موضوعين بالأرض. باب يدخل منه. وباب يخرج منه بإزائه من خلفه «2» . وقال:
[إن عائشة حدثتني أن رسول الله ص قال لها:، إن أراد قومك يبنون البيت على ما كان على عهد إبراهيم فليفعلوا ذلك] ،. فأرتني عائشة الذي أراها رسول الله ص. فكان عندي مذروعا حتى وليت هذا الأمر. فلم أعد به ما قال رسول الله ص. فرأى الناس يومئذ أنه قد أصاب «3» . وبنى البيت حتى بلغ موضع الركن الأسود فوضعه. وكان الذي وضعه حمزة بن عبد الله ابن الزبير «4» . وشده بالفضة لأنه كان انصدع. ثم رد الكعبة على بنائها.
وزاد في طولها فجعله سبعا وعشرين ذراعا «5» . وخلق جوفها. ولطخ جدرها بالمسك حتى فرغ منها من خارج. وسترها بالديباج.
وهو أول من كساها الديباج «6» . فلما فرغ من بناء الكعبة اعتمر من خيمة
__________
(1) السرقة: قطعة من جيد الحرير (اللسان: مادة سرق: 10/ 157) .
(2) صحيح مسلم: 2/ 971.
(3) حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحج. باب فضل مكة وبنيانها من عدة طرق (2/ 439 فتح الباري) ، ومسلم في صحيحه. كتاب الحج باب نقض الكعبة وبنائها من طرق أيضا حديث رقم (1333) 2/ 968.
(4) انظر تفصيل ذلك في أخبار مكة للأزرقي (ص: 207، 208) وقال: إن الذي وضعه عباد بن عبد الله بن الزبير وجبير بن شيبة.
(5) جزم بذلك الأزرقي في أخبار مكة (ص: 209) وجعل الزيادة تسعة أذرع. وفي صحيح مسلم من حديث عطاء أن الزيادة عشرة أذرع وقال الحافظ في الفتح: 3/ 446. فلعل راويه جبر الكسر.
(6) صحح ذلك أبو هلال العسكري في الأوائل (ص: 44) ، وانظر تاريخ ابن عساكر (ص: 456) ، وانظر فتح الباري: 3/ 459 فقد أورد أقوالا كثيرة وجمع بينها على عادته.

الصفحة 73