كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 2)

آلاف إلى المدينة. وأمرهم أن لا ينزلوا على أحد. ولا يدخلوا المدينة إلا لحاجة لا بد منها. وأن يعسكروا بالعرصة. فنزل عروة بجيشه العرصة. وهرب الحارث بن حاطب «1» عامل ابن الزبير على المدينة. فكان عروة ينزل فيصلي بالناس الجمعة. ثم يرجع إلى معسكره. فلم يبعث إليهم ابن الزبير أحدا ولم يلقوا قتالا. فكتب إليهم عبد الملك. أن يقبلوا إلى الشام ففعلوا. ولم يتخلف منهم أحد. ورجع الحارث بن حاطب إلى المدينة عاملا لابن الزبير. ثم بعث عبد الملك بن مروان. عبد الملك بن الحارث بن الحكم «2» في أربعة آلاف إلى المدينة فما دونها. يلقون جموع ابن الزبير ومن أشرف لهم من عماله» .
وكان سليمان بن خالد بن أبي خالد الزرقي عابدا له فضل. فولاه ابن الزبير خيبر وفدك «4» . فخرج فنزل في عمله. فبعث عبد الملك بن الحارث.
أبا القمقام في خمس مائة إلى سليمان بن خالد. فقتله. وقتل من كان معه.
فلما انتهى خبره إلى عبد الملك بن مروان أغاظه «5» وكره قتله «6» .
__________
(1) هو الحارث بن حاطب بن معمر الجمحي ولد بأرض الحبشة وقيل بمكة ثم هاجر به اهله إلى الحبشة وهو صغير وكان يلي المساعي في أيام مروان. انظر نسب قريش (ص 395) والكامل في التاريخ: 4/ 348. والإصابة: 1/ 568. والتحفة اللطيفة: 1/ 441.
(2) انظر نسب قريش (ص: 169) .
(3) انظر الكامل لابن الأثير: 4/ 348.
(4) فدك: قرية بالقرب من خيبر إلى الشرق منه. وهي على بعد يومين أو ثلاثة من المدينة. كان أهلها قد صالحوا رسول الله ص على نصف ثمارهم وأرضهم. فكانت خالصة له لم يوجف المسلمون عليها من خيل ولا ركاب. وذلك سنة سبع من الهجرة بعد فتح خيبر. وتعرف اليوم بالحائط وغالب أهلها من قبيلة هتيم (معجم البلدان: 4/ 238 ومعجم المعالم الجغرافية ص: 235) .
(5) في الكامل: فاغتم عبد الملك لقتله وهو بمعنى أغاظه: أي أحزنه.
(6) انظر الخبر في الكامل لابن الأثير: 4/ 348 ويضيف تفصيلات أخرى عن الواقعة.

الصفحة 76