كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 2)

ووجه عبد الملك بن مروان طارق بن عمرو «1» في ستة آلاف وأمره أن يكون فيما بين أيلة «2» ووادي القرى «3» مددا لمن يحتاج إليه من عمال عبد الملك بن مروان أو من كان يريد قتاله من أصحاب ابن الزبير. وكان أبو بكر بن أبي قيس في طاعة ابن الزبير قد ولاه جابر بن الأسود «4» خيبر.
فقصد له طارق فقتله في ست مائة «5» من أصحابه. وهرب من بقي منهم في كل وجه. فكتب الحارث بن حاطب إلى عبد الله بن الزبير أن عبد الملك ابن مروان بعث طارق بن عمرو في جمع كثير. فهم فيما بين أيلة إلى ذي خشب «6» . يجدوا «7» في أموال الناس ويقتطعونها ويظلمونهم. فلو بعثت إلى
__________
(1) طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفان ولاه عبد الملك بن مروان على المدينة سنة 72 هـ خمسة أشهر ثم اشترك مع الحجاج في قتال ابن الزبير. انظر ترجمته في: تهذيب تاريخ دمشق: 7/ 43.
(2) أيلة مدينة قديمة لها ذكر في التاريخ وهي مدينة العقبة الحالية الميناء الأردني على خليج العقبة (المعالم الجغرافية ص: 35) .
(3) وادي القرى. سمي بهذا لكثرة قرأه. وهو يعرف اليوم بوادي العلا. والعلا مدينة معروفة تبعد عن المدينة النبوية ب (350) كم (معجم المعالم الجغرافية: ص 250) .
(4) جابر بن الأسود بن عوف بن عبد عوف الزهري ابن أخي عبد الرحمن بن عوف وكان واليا على المدينة لعبد الله بن الزبير (انظر ترجمته في التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة: 1/ 403) .
(5) في ابن الأثير: الكامل: 4/ 439 أصيب أبو بكر وأكثر من مائتي رجل من أصحابه.
(6) ذو خشب: بضم الخاء والشين المعجمة: واد على مسيره ليلة من المدينة وله ذكر في الحديث والمغازي (معجم البلدان: 2/ 372) .
(7) يجدوا: الجداد والجداد- بالفتح والكسر- صرام النخل وقطع ثمرها. ويطلق على أوان الصرام أي وقته. والمراد أنهم ينهبون أموال الناس ويقطعون ثمارهم (انظر: لسان العرب: 3/ 112 مادة جدد) .

الصفحة 77