كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 2)

واستخلف على البصرة عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن معمر «1» .
وبلغ المختار مسير مصعب بالجنود. فبعث إليه أحمر بن شميط البجلي. وأمره أن يواقعهم بالمذار «2» . فبيتهم أصحاب مصعب فقتلوا ذلك الجيش. فلم يفلت منهم إلا الشريد «3» . وقتل تلك الليلة عبيد الله بن علي بن أبي طالب.
وكان في عسكر مصعب مع أخواله بني نهشل بن دارم» .
وخرج المختار في عشرين ألفا حتى وقف بإزائهم. وهم فيما بين الجسر إلى نهر البصريين «5» . وزحف مصعب ومن معه فوافوهم مع الليل. ولم يكن بينهم حرب. فأرسل المختار إلى أصحابه حين أمسى. أن لا يبرحن أحد منكم موقفه حتى تسمعوا مناديا ينادي يا محمد. فإذا سمعتم. فاحملوا على القوم.
واقتلوا من لم تسمعوه مناديا ينادي يا محمد. ثم أمهل. حتى إذا حلق القمر واتسق «6» أمر مناديا فنادى: يا محمد. ثم حملوا على مصعب وأصحابه فهزموهم. ودخلوا عسكرهم. فلم يزالوا يقاتلونهم حتى أصبحوا. وأصبح المختار وليس عنده أحد له ذكر غير عشرة فوارس. وإذا أصحابه قد وغلوا
__________
(1) في تاريخ الطبري: 6/ 95 أن مصعبا جعل على ميمنته عمر بن عبيد الله بن معمر. وجعل المهلب بن أبي صفرة على ميسرته.
(2) المذار- بالفتح وآخره راء- أعجمية- وهي قصبة ميسان بين واسط البصرة. قال ياقوت: وفيها مشهد كبير قد أنفق على عمارته الأموال وعليه الوقوف وتساق إليه النذور. وهو قبر عبيد الله بن علي بن أبي طالب. وأهلها كلهم شيعة غلاة طغام أشبه شيء بالأنعام (معجم البلدان: 5/ 88) .
(3) انظر تفصيل هذه الوقعة في تاريخ الطبري: 6/ 96- 98.
(4) نسب قريش (ص: 44) .
(5) ذكر الطبري في تاريخه: 6/ 115 أن مصعب هو الذي حفر هذا النهر عند ما سار من البصرة إلى الكوفة على شط الفرات. فسمي نهر البصريين من أجل ذلك.
(6) حلق القمر واتسق: أي إذا ارتفع القمر في السماء وبسط ضوءه (اللسان: 10/ 379) .

الصفحة 83