كتاب الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الخامسة (اسم الجزء: 2)

حال. فو الله لئن يموت كريما أحسن به من أن يضرع «1» إلى من قد وتره.
لا أستعين بربيعة أبدا ولا بأحد من أهل العراق. ما وجدنا لهم وفاء. انطلق يا بني- لابنه عيسى وهو معه- فاركب إلى عمك بمكة فأخبره بما صنع أهل العراق. ودعني فإني مقتول. فقال له ابنه: والله لا أخبر نساء قريش بشر عنك أبدا. قال: فإن أردت أن تقاتل. فتقدم فقاتل حتى أحتسبك.
فدنا ابنه عيسى فقاتل قتالا شديدا حتى أخذته الرماح من كل ناحية. وكثره القوم فقتل. ومصعب جالس على سريره. فأقبل إليه نفر ليقتلوه فقاتلهم أشد القتال حتى قتل. وجاء عبيد الله بن ظبيان فاحتز رأسه فأتى به عبد الملك بن مروان.
فأعطاه ألف دينار. فأبى أن يأخذها»
. وكان مصعب قتل على نهر يقال له: دجيل «3» . عند دير «4» الجاثليق. فأمر به عبد الملك وبابنه عيسى فدفنا. ثم سار عبد الملك حتى نزل النخيلة «5» . ودعا أهل العراق إلى البيعة فبايعوه. واستخلف على الكوفة بشر بن مروان أخاه «6» . ثم رجع إلى الشام «7» .
__________
(1) يضرع: يخضع ويذل (لسان العرب: 8/ 221) .
(2) انظر الخبر في تاريخ الطبري: 6/ 159. وقاتله هو: زائدة بن قدامة.
(3) دجيل: - مصغر- فرع من نهر دجلة مخرجة من أعلى بغداد. بينها وبين تكريت مقابل القادسية. ويسقي كورة وبلادا واسعة ثم تصب فضلته في دجلة ثانية (معجم البلدان: 2/ 443) .
(4) دير الجاثليق: - بفتح الثاء المثلثة وكسر اللام- دير قديم البناء رحب الفناء يقع غربي دجلة قرب بغداد. وهو رأس الحد بين السواد وأرض تكريت (المصدر السابق: 2/ 503) .
(5) النخيلة: تصغير نخلة- موضع قرب الكوفة على سمت الشام. وكان فيه مقتلة كبيرة للخوارج (المصدر السابق: 5/ 278) .
(6) انظر ترجمته مستوفاة في تاريخ دمشق: 5/ 213 من مختصر ابن منظور.
(7) انظر تاريخ الطبري: 6/ 160 والكامل لابن الأثير: 4/ 329.

الصفحة 90