كتاب حاشية الخلوتي على منتهى الإرادات (اسم الجزء: 2)

ولم يَزد على ثلاث إلا أن يتكلمَ فَيُعِيدُه برفق.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* قوله: (فيعيده برفق) بلا إلحاح، لئلا يتضجر، فيقع فيما لا ينبغي، وإنما استحب إعادتها لتكون آخر كلامه كما في الخبر (¬1).
وما أحسن ما اتفق لأبي زرعة الرازي (¬2)، لما حضرته الوفاة كان عنده أبو حاتم (¬3)، ومحمد بن مسلم (¬4)، فاستحييا أن يلقناه، فتذاكرا حديث التلقين، فارتج عليهما، فبدأ أبو زرعة وهو في النزع، فذكر إسناده إلى أن قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من كان آخر كلامه لا إله إلا اللَّه" ثم خرجت روحه مع الهاء، قبل أن يقول: "دخل الجنة" (¬5) (¬6).
¬__________
(¬1) يأتي تخريجه ص (12).
(¬2) هو: عبيد اللَّه بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ القرشي مولاهم، المخزومي، أبو زرعة، أحد الأئمة الأعلام، وحفاظ الإسلام، كان من أفراد الدهر حفظًا، وذكاء، وإخلاصًا، وعلمًا، وعملًا، روى عنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وغيرهم، مات بالريِّ سنة (264 هـ). انظر: طبقات الحنابلة (1/ 199)، المقصد الأرشد (2/ 69)، المنهج الأحمد (1/ 244).
(¬3) هو: محمد بن إدريس بن المنذر بن مهران الغطفاني، الحنظلي، أبو حاتم الرازي، أحد الأعلام، حافظ المشرق، من الحفاظ الأثبات، جمع أحاديث الزهري وصنفها، ورتبها، وكان المرجع في معرفة رجال الحديث، مات سنة (277 هـ)، وقيل: (275 هـ). انظر: طبقات الحنابلة (1/ 284)، المقصد الأرشد (2/ 375)، المنهج الأحمد (1/ 285).
(¬4) هو: محمد بن مسلم، المعروف بابن وازة، أبو عبد اللَّه الرازي، الحافظ، سأل الإمام أحمد عن مسائل، مات بالري سنة (265 هـ). انظر: طبقات الحنابلة (1/ 324)، المقصد الأرشد (2/ 497)، المنهج الأحمد (1/ 251).
(¬5) من حديث معاذ: أخرجه أحمد (5/ 233)، وأبو داود في كتاب: الجنائز، باب: في التلقين (3/ 190) رقم (3116)، والحاكم في كتاب: الجنائز (1/ 351) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير (2/ 109): "وأعلَّه ابن القطان بصالح ابن أبي عريب وأنه لا يعرف، وتعقب بأنه روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات".
(¬6) أخرج نحو هذا الأثر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل في ترجمة أبي زرعة، باب: =

الصفحة 11