كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 2)

الرواة في اسمه واسم أبيه، وأم الحكم عائشة بنت أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب. وقال أبو إسحاق الحربي في كتاب "العلل" -بعد ذكر الاختلاف فيه-: الذي عندي أنه الحكم بن سفيان، رجل من ثقيف، له صُحبة، نزل الطائف فسمع مِنْهُ مجاهد بمكة شَرَّفها اللَّه تعالى.
وفي "كتاب العسكري": الحكم بن سفيان ذكر بعضهم أن هذا غير سفيان بن عبد اللَّه، وقد قيل: إنه ابنه، وفي موضع آخر: وُلِدَ في الهجرة، وحديثه مضطرب.
ولما خرج الحاكم حديثه قال: صحيح على شرط الشيخين، وإِنَّمَا تركاهُ للشكِّ فيه، وليس ذلك مما يوهنه فقد رواه جماعة عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان.
ولما ذكر ابن قانع قول سلام، عن منصور: الحكم بن سفيان ورجحها بقوله: لم يشك كَمَا شك غيره.
وقال أبو بكر أحمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحيم البرقي: هو الحكم بن سفيان بن سبيع بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي، وهو ثقيف.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: هذا الحديث مُضطرب جِدًّا، وسماع الحكم من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم عندي صحيح؛ لأنَّه نقله الثقات؛ منهم الثوري، ولم يُخالفه مَنْ هو في الْحِفْظ والإتقان مثله، وقال ابن إسحاق: هو سفيان بن عثمان بن معتب.
وفي "كتاب ابن الأثير": روى عامة أصحاب الثوري على الشكِّ إِلا عفيف بن سالم والفريابي فإنهما لم يشكا، ومِمَّن رواه -يعني: عن منصور ولم يشك- سلام بن أبي مطيع، وقيس بن الربيع وشريك.
وقال البيهقي "السنن الكبير": ورواه إسرائيل وزكريا فقالا: عن الحكم بغير شك، وهُمَا حافِظَان ثبتان جزمًا بِمَا ثبت لديهم.
وتكلَّم أبو الحسن ابن القطَّان على هذا الرجل بنحو من سبعين سَطْرًا، حاصله أنَّ الحكم تابعيّ نحتاج إلى معرفة عدالته ما يلزمنا به قول روايته، ونسأل من صحَّحها عَمَّا علم من حاله، وليس بمبين لها فيما أعلم، وقد رددنا ذلك عليه في كتابنا "الإتقان في الكلام مع ابن القطَّان"، وفي كتاب "الإعلام بسُنَّته عليه السلام".
وأما قول الصريفيني: ويُقَال فيه: الحكم بن الحكم -أيضًا- فلا أعلم له فيه سلفًا، وقول ابن القطَّان: الحكم تابعي، ينبه عليه هنا؛ لكثرة احتياج هذا الإكمال إليه من

الصفحة 403