كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 2)

وفي "تاريخ البخاريّ": وقال النضر بن شُميل: الفرهودي، وهو من فراهيد. قال الكلبي، والبلاذري، وأبو عبيد ابن سلام، وأبو الفرج الأموي المؤرج، وابن دريد في "الاشتقاق": فرهود بن شبابة. وقال في كتاب "جمهرة اللغة": فرهود بن الحارث. قال الرشاطيّ: والأول هو الصواب، شبابة والحارث أخوان.
قال: وقال أبو جعفر: حكى قطرب أن الفرهود الغلام الكبير. وقال عن أبي عبيدة: الفراهيد أولاد الوعول. قال أبو جعفر: والنسب إليه فراهدي مثل معافري قال أبو محمد: وهذا القول لم أره لغيره.
وفي "المحكم" لابن سيده: الفرهود هو الحادر الغليظ، وقيل: الناعم. وقال كُراعٌ: جمع الفرهد: فراهيد، كما جمع هدهد: هداهيد. قال: ولا يؤمن كراع على هذا، وإنما يؤمن عليه سيبويه وشبهه. وفراهيد حي من اليمن، وفرهود أبو بطن.
وفي كتاب "العباب" للصغاني: الفرهود الفروج. ذكر ابن الصلاح -فيما وجد بخطه- أنه رأى بخط السمعاني في كتاب "الأنساب" تأليفه: الفراهيدي. بالذال المعجمة.
وقال أبو بكر الزبيدي: الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم كان ذكيًّا فطنًا شاعرًا استنبط من العروض ومن علل النحو ما لم يستنبطه أحد، وما لم يسبقه إلى مثله سابق، وتُوفي سنة سبعين، وقالوا: سنة خمس وسبعين ومائة، وهو ابن أربع وسبعين سنة.
وزعم عبد الدائم القيرواني في كتاب "حَلى العلي" -ومن نُسخة قديمة جدًّا مُصححة على عِدَّة أصول نقلت-: تُوفي سنة ستين ومائة. كذا ذكره ابن قانع. قال عبيد ذلك، وذكر أنه تبع المهدي خيرًا وأشعار كثيرة منها (¬١):
وَما بَقِيَت مِنَ اللَذاتِ إِلا ... مُحادثة الرِجالِ ذَوي العُقولِ
وَقَد كُنَّا نعدهم قَليلا ... فَقَد صاروا أَقَلَّ مِنَ القَليلِ
ولما ذكره التاريخي محمد بن عبد الملك في كتابه "أخبار النحويين": أَثْنَى عليه، إِلا أنه كان زيديًّا ومن زيديته استنباطه العروض؛ ليعارض به الكتاب والسُّنَّة.
---------------
= بغية الوعاة: ١/ ٥٥٧ - ٥٦٠، خلاصة تذهيب الكمال: ١٠٦، شذرات الذهب: ١/ ٢٧٥ - ٢٧٧.
(¬١) انظر: العقد الفريد ١/ ١٦٧، المستطرف ١/ ٢٦٥، سمط اللآلئ ١/ ٢٩٥، قرى الضيف ١/ ١٣٢، يتيمة الدهر ١/ ٣٢، المغرب في حلى المغرب ١/ ١٨٤، قطل السرور ١/ ١٢٢، نور القبس ١/ ٢٣، ربيع الأبرار ١/ ١٩٦.

الصفحة 486