كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 2)

عمرو بن كليب، كان ذؤيب صاحب بدن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان يبعث معه الهدي، شهد الفتح مع رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يسكن قديدًا، وله دار بالمدينة، وعاش إلى زمن معاوية.
وجعل أبو حاتم ذؤيب بن حبيب غير ذؤيب بن حلحلة، فقال: ذؤيب بن حبيب الخزاعي صاحب هدي رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه ابن عباس.
وذؤيب بن حلحلة الخزاعي أحد بني قمير، شهد الفتح، هو والد قبيصة، روى عنه ابن عباس، ومن جعل ذؤيبًا هذا رجلين فقد أخطأ، والصواب ما ذكرناه. وفي "كتاب ابن الأثير"، و"معجم الطبراني الكبير": ذؤيب بن قبيصة أبو قبيصة. وفي "كتاب خليفة": "بعث معه النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدنتين (¬١) ". وقال ابن حبان: ذؤيب بن حلحلة، وقد قيل: إنه ذؤيب بن حبيب. وقال أبو الفتح الأزدي وأبو صالح المؤذن: تفرَّد عنه بالرواية ابن عباس. انتهى.
وخرج أبو القاسم في "معجمه الكبير" في ترجمة ذؤيب بن أبي قبيصة: ثنا محمد بن عبد اللَّه الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا معاوية بن هشام، عن حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، حدَّثني ذُؤَيْب: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حضر قَالَتْ صَفِيَّةُ: يَا رَسُولَ اللَّه لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِكَ أَهْلٌ تلجأ إِلَيْهِمْ، وإِنَّكَ أَجْلَيْتَ أَهْلِي، فَإِنْ حَدَثَ حدث فَإِلَى مَنْ؟ قَالَ: "إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ" (¬٢).
وقال ابن قانع: ثنا محمد بن زكريا، ثنا رزين، ثنا محمد الطنافسي قال ابن إسحاق: عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب، عن أبيه: قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ (¬٣) " الحديث.
وكذا ذكره صاحب "تاريخ القدس" انتهى. وفي هذا رد لقول من جاء عنه حديث واحد، يعني: حديثَ واحدٍ، وأما ابن بنت منيع، وابن سعد فلم ينسباه إلا ابن حبيب، قالا: وبقي إلى خلافة معاوية.
---------------
(¬١) أخرجه أحمد ٢٩/ ٤٩٠، رقم ١٧٩٧٥، والطبراني في المعجم الكبير ٧/ ٤٧، رقم ٦٣٥٤، والبيهقي في السنن الكبرى ٥/ ٢٤٣، رقم ١٠٥٤٩.
(¬٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٤/ ٢٣٠، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ٢/ ١٠٤٢.
(¬٣) أخرجه الطيالسي ص ٣٠٧ رقم ٢٣٣٧ وأحمد ٢/ ٢٨٠، رقم ٧٧٤٨، وعبد الرزاق ٩/ ٢٤٥ رقم ١٧٠٨١، وأبو داود ٤/ ١٦٤، رقم ٤٤٨٤، والنسائي ٨/ ٣١٣، رقم ٥٦٦٢، والحاكم ٤/ ٤١٢، رقم ٨١١٢ وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم. والبيهقي ٨/ ٣١٣، رقم ١٧٢٨٠.

الصفحة 537