كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 2)
يَمْذُقُ الوُدَّ إذا لم يُخْلِصْهُ فإذا كثر ماؤه / فهو الضَّيّاحُ والضَّيْح وعند ذلك تعلوه كُهْبَةٌ 1 قَالَ الشاعر: [5]
ما زِلْتُ أعدُو معهم وأَلْتَبِطْ
...
حتّى إذا جَنَّ الظلام المختلط
جاءوا بضيج هل ريت الذئب قَطْ 2
قَالَ: فإذا جعلتَهُ أرقَّ ما يكون فهو السَّجَاج وأَنْشَد:
يَشْرَبُهُ مَذْقَا ويَسْقِي عِيَالَهُ ... سجاجا كأقراب الثعالب أورقا 3
__________
1 القاموس "قهب" الكهبة: الأبيض علته كدرة.
2 الرجز في شرح شواهد المغني للسيوطي: "214" باختلاف في الرواية وعزي لأحمد الرحاز.
3 اللسان والتاج "سجج" دون عزة برواية: "يشربه محضا".
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ مَرَّ بِالنَّهْدِيَّةِ إِحْدَى مَوَالِيهِ وَهِيَ تَطْحَنُ لِمَوْلاتِهَا وَهِيَ تَقُولُ وَاللَّهِ لا أَعْتِقُكِ حَتَّى تُعْتِقُكِ صُبَاتُكِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حِلا أُمَّ فُلانٍ وَاشْتَرَاهَا وَأَعْتَقَهَا 1 وَفِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ مَرَّ بِبِلالٍ وَقَدْ شُبِحَ فِي الرَّمْضَاءِ يُقَالُ لَهُ: اتْرُكْ دِينَ مُحَمَّدٍ وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ 2.
الأَوَّلُ يرويه ابن ادريس أخبرنا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ.
قوله: حلا معناه تَحَلَّلِي من يَمِينك واستَثْني فيها قال الشاعر:
__________
1 ذكره ابن هشام في السيرة "1/ 278" بألفاظ متقاربة وطذلك ابن كثير في السيرة النبوية "1/ 493" وعزواه لابن إسحاق وهو في سيرة ابن إسحاق: ""171".
وفي اللسان "صبا": صبا إليه صبوة وصبوا: حن وكانت قريش تسمى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم صباة.
2 ذكره ابن هشام في السيرة "1/ 277" وابن كثير في السيرة النبوية "1/ 493" بألفاظ متقاربة وليس فيها "وقد شبخ في الرمضاء" وعزاه كذلك لابن إسحاك
الصفحة 13
593