كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 2)

ويقال هذا كلام أعور قَالَ الشاعر:
وداهية داهى بها القوم مفلق ... شديد بعوران الكلام أزومها 1

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لَمْ تَكُنْ واحدة من نساء النبي تُنَاصِينِي فِي حُسْنِ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَهُ غَيْرَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ 2.
مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ. قولها: تناصيني: أي تنازعني والأصل في المناصاة: أن يختصم اثنان فيأخذ هذا بناصية ذاك وذاك بناصية هذا. يُقَالُ: تناصى الرجلان إذا فعلا ذلك.
وَمِنْهُ حديث عبيد الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَخْبَرَنَاهُ محمد بن هاشم أخبرنا الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ:3 أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لما قتل خرج ابنه عبيد الله فَقَتَلَ [211] الْهُرْمُزَانِ وَابْنَةً لَهُ صَغِيرَةً ثُمَّ أَتَى جُفَيْنَةَ فَلَمَّا أَشْرَفَ لَهُ عَلاهُ بِالسَّيْفِ فَصُلِبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَأَنْكَرَ عُثْمَانُ قَتْلَهُ النَّفَرَ فَثَارَ إِلَيْهِ فَتَنَاصَيَا حَتَّى حَجَزَ النَّاسُ بَيْنَهُمَا ثُمَّ ثَارَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَتَنَاصَيَا 4: أَيْ أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِنَاصِيَةِ صَاحِبِهِ 5 والناصية: الشعر المسترسل على الجبهة ومنه الحديث في الخيل أنها معقود
__________
1 الكامل للمبرد "1/ 107".
2 لم أجده بلفظ "تناصيني" وقد أخرجه البخاري في مواضع منها في الشهادات "3/ 231" بلفظ "تساميني" في سياق حديث آخر وكذلك مسلم في فضائل الصحابة "4/ 1892" والتوبة "4/ 213" والنسائي في عشرة النساء "7/ 65" وغيرهم وأخرجه أبو نعيم في الحلية "2/ 53" بلفظ "تساميني" وبلفظ "تساويني".
3 د: "عن سعيد بن المسيب".
4 أخرجه عبد الرزاق في مصنفه "5/ 478 – 479" وليس فيه "ثُمَّ ثَارَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ أبي وقاص فتناصيا" وابن سعد في طبقاته "3/ 355" بأتم من هذا عن الزهير.
5 ط: "أَيْ أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ناصية صاحبه".

الصفحة 579