إذَا التَيَّازِ ذُو العَضَلاتِ قُلْنَا ... إليكَ إليكَ ضَاقَ بِهَا ذِرَاعَا 1
وكَقَوْلِ الآخَر:
هَلا سَأَلْتَ جُموعَ كِنْدَةَ ... حَينَ وَلُّوا أَيْنَ أَيْنَا
__________
1 اللسان ةالتاج "تيز" ضمن ثلاثة أبيات معزوة للقطامي يصف يكرة اقتضبها "ركبها قبل أن تراض" وقد أحسن القيام عليها إلى أن قويت وسمنت وصارت بحيث لا يقدر على ركوبها لقمتها وعزة نفسها, والتياز من الرجال: القصير الغليظ الشديد العضل.
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عُمَر أَنَّهُ قَال: لا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ على امْرَأةٍ وإن قِيلَ حَمْؤُها أَلا حَمْؤُها المَوْت 1.
قوله ألا حَمْؤُها المَوت. قَالَ ثَعْلَب: سألتُ ابنَ الأعرابيّ عن هذا فَقَالَ: هذه كلِمَة تَقُولُهَا العَرَب مَثَلًا كَمَا تَقُولُ الأَسَدُ المَوْتُ أي لِقَاؤُهُ مِثْلَ الْمَوْت وكما تَقُول السُّلْطَانُ نَارٌ أَي مِثْلَ النَّارِ والمَعْنَى احذَرُوه كَمَا تَحْذَرُونَ المَوْت.
قَال أَبُو سُلَيْمَان وقَد ذكره أبو عبيدة في ضِمْنِ حَدِيثٍ 2 فَقَال: مَعْنَاهُ فَلْيَمُتْ ولا يَفْعَل ذَلِك وهَذا بَعِيد وإنَّما الوَجْهُ مَا قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ. ومِن هَذَا البَاب قَوْلُهُ تَعَالى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} 3 أي مِثْلَ المَوْتِ من الشِدَّةِ والكَرَاهِيَةِ ولَو كَانَ أَرَادَ نَفْسَ المَوْت لَكَانَ قَدْ مَات ومِثْلُهُ قَوْلُ عامِر بن فُهَيْرَة:
لَقَدْ وجدت الموت قبل ذوقه 4
__________
1 أخرجه عبد الرزاق ف مصنفه "7/ 137" وأبو عبيد في غريبه "3/ 353".
2 هو حديث عمر: "ما بال رجال لا يزال أحدهم كاسرا وسادة عند امرأة مغزية يتحدث إليها وتتحدث إليه, عليكم بالجنبة فإنها عفاف إنما النساء على وضم إلا ما ذب عنه" غريب الحديث لأبي عبيد "3/ 352".
3 سورة ابراهيم: "17"
4 تقدم الرجز في اللوحة "16".