كتاب غريب الحديث للخطابي (اسم الجزء: 2)

ووجه ذلك والله أعلم أَنَّهُ نقم على سمرة بيع العصير ممن يتخذه خمرا لما يروى من الكراهية 1 في ذلك ولا يجوز عليه وهو رجل من الصحابة أن يستحل بيع الخمر بعينها أو 2 يجهل تحريمه مع الاستفاضة والشهرة في علم ذلك وقد يلزم العصير اسم الخمر / [33] مجازا لأنه يؤول خمرا وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً} 3 يريد والله أعلم عنبا يؤول إلى خمر.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّد الكراني أخبرنا عبد الله بن شبيب أخبرنا زكريا بن يحيى المنقري.
حَدَّثَنِي الأصمعي حدثنا المعتمر قَالَ: لقيت خيبريا معه عنب فقلت ما معك قَالَ خمر: ولقيت عمانيا 4 معه فحم فقلت ما معك قَالَ سخام 5: وعلى هذا قول الشاعر يصف غَيْثًا.
أَقْبَل في المُسْتَنِّ من رَبابِه ... أَسنِمهُ الآبالِ في سَحابِه 6
يريد أَنَّهُ ينبت ما ترعاه الإبل فتسمن وتعظم أسنمتها.
وفيه وجه آخر وهو أن يكون سمرة باع خمرا قد كان عالجها فصارت 7 خلا فرآه عُمَر خمرا لا يحل بيعه على معنى نهيه عَنْ تحليل الخمر يدل على صحة هذا التأويل تمثيل عُمَر فعله بفعل اليهود في اجتمالهم
__________
1 د: "الكراهة".
2 د: "ويجهل تحريمه".
3 سورة يوسف: "36".
4 د: "عماليا".
5 القاموس "سخم": السخام: الفحم.
6 الكامل للمبرد "3/ 91".
7 س: "فصار" وفي المصباح: الخمر تذكر وتؤنث.

الصفحة 85