وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حِينَ اسْتُخْلِفَ خَطَبَ فَقَالَ: إِنِّي مُتَكَلِّمٌ بِكَلِمَاتٍ فَهَيْمِنُوا عَلَيْهِنَّ 1.
مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا ذَا قَرَابَةٍ لِي يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ يَخْطُبُ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ قوله هيمنوا أي أمنوا عليهن أبدلت الهزة هاء كقولهم أرقت الماء وهرقته وإبرية وهبرية وقد تبدل في موضع التثقيل من الميم ياء كقولهم أيما بمعنى أما قَالَ عمر بن أبي ربيعة:
__________
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات "3/ 275" بلفظ "ثلاث كلمات إذا قلتها فهيمنوا عليها. وأخرجه أبو نعيم في الحلية "1/ 53" بنحوه.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ قوله الوكف النقص. قَالَ الأصمعي: يُقَالُ: ليس عليك من ذلك وكف أي منقصة وَقَالَ الشاعر:
الحافظو الجار والعشيرة لا ... يأتيهم من ورائهم وكف 1
والسرف أن يضع العطاء في غير أهله. يُقَالُ: أردتكم فسرفتكم أي أخطأتكم إلى غيركم قَالَ جرير:
أعطوا هنيدة يحذوها ثمانية ... ما في عطائهم من ولا سرف 2
ويروى عَنْ بعض السلف أَنَّهُ قَالَ: كل ما أنفقته في طاعة اللَّه فليس بسرف وإن كثر وما أنفقته في غير طاعته كان سرفا وإن قل.
__________
1 اللسان والتاج "وكف" برواية: "الحافظو عورة العشيرة" وهو لعمرو بن امرئ القيس ويقال لقيس بن الخطيم وهو في ديوان قيس بن الخطيم "64" برواية اللسان وذكر بعده ستة أبيات قال المحقق: الصحيح أن هذه الأبيات السبعة في قصيدة طويلة لعمرو بن امرئ القيس الخزرجي في قصة مفصلة في الأغاني "3/ 19, 20, والخزانة "2/ 189, 190".
2 الديوان "307".