كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 2)

(ومن باب الفاء مع اللام)
(فلت) - في الحديث "تَدارَسُوا القُرآنَ فلهو أَشَدُّ تَفَلُّتاً من اللِّقَاحِ من عُقُلها (¬1) "
التَّفَلُّت والإِفْلاتُ والانْفِلاتُ: التَّخَلُّص والتَّمَلّس من الشَّيء فَلتَةً، وفُجاءةً من غير تَمَكُّث.
- ومنه الحديثُ: "إن عِفريتًا من الجنِّ تَفلَّت عَلىَّ البَارِحَةَ"
: أي تَعرَّض لي فَلتَةً وفَجأةً لِيَغْلِبَنَي في صَلَاتي (¬2).

(فلج) - في حديث أَبي هريرة - رضي الله عنه -: "الفالِج دَاءُ الأَنْبِياء" هو دَاءٌ معروف يُرْخِي نِصْفَ (¬3) البَدَن في الغَالِب، واشتِقاقُه من الفَلْج وهو النِّصف من كلِّ شيءٍ؛ ومنه البَعيرُ ذو الفَالِج، وهو ذو السَّنَامَينْ.
- ومنه الحديث: "أَنَّ فَالجاً تَردَّى في بِئر"
ولا يكون السَّنَامَان إلَّا مُخْتَلِفَي المَيْل. وأمر مُفَلَّج:
ليس بمُسْتَقِيم على وَجهِه، وفي المَثَل: "أنَا مِنْه فَالِجُ بن خَلَاوَة (¬4) ": أىِ برِيءٌ.
¬__________
(¬1) ن: "تدارسوا القُرآن فلهو أشدّ تَفلُّتًا من الإبل من عُقُلِها".
وعزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(¬2) أ: "صلواتى".
(¬3) ن: يُرخِى بَعضَ البدن - وعزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(¬4) في أمثال أبى عبيد/ 274، وجمهرة الأمثال 2/ 102 ومجمع الأمثال 1/ 46 واللسان (فلج - جلا).
وأصل المثل أن فَالِجَ بن خَلَاوَة الأشجعى قيل له يوم الرَّقَم لمَّا قَتَل أُنَيْسٌ الأَسْرَى، أتَنْصُر أُنَيْسًا؟ فقال: أنا منه بَرىء، فصار مَثَلاً لكل من كان بَمعْزِل عن أمرٍ - وإن كان في الأصل اسما لذلك الرجل، وبنو خَلَاوة: بطن من أشجع.

الصفحة 634