كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 2)
وقيل: إنّ المتكلّمين على النّاس ثلاثةُ أَصْنَافٍ: مُذَكِّرٌ وواعِظٌ وقاصٌّ؛ فالمذكِّرُ: الذي يُذكِّر الناسَ آلاءَ الله تعالى ولقاءَه؛ يَبعثُهم على الشكْر له.
والواعِظُ: يُخوِّفُهم بالله - عزّ وجلّ - ويُنذِرُهم (¬1) عقوبَتَهُ، فيردَعُهم عن المعاصي.
والقاصُّ: هو الذي يَروِي لهم أخبارَ الماضِن، وَيسْرُدُ عليهم القَصَصَ، فلا يَأْمَنُ أن يزيدَ أو ينقُصَ
- فلهذا جاء في الحديث الآخر: "القاصُّ يَنتَظِرُ المَقْتَ (¬2) ".
والآخران: مَأمُونٌ عليهما ذلك.
(3 ذكر بعضُهم: ولا يُفتى الناسَ إلاَّ كذَا وكَذَا 3).
- وفي الحديث: "أَنَّ بَني إسرائيل لمَّا قَصُّوا هَلَكُوا" وروي: "لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا"
: أي اتَّكلُوا على الكَلام والقِصَصِ، وتركُوا العَملَ، فكان ذلك سَببَ هَلاكِهم (¬4).
- (5 في حديث عُمَر: "أقِصَّ منه بعِشْرين"
: أي اجْعل شِدَّة الضربِ الذي ضربْتَه قِصاصاً بالعِشْرِين البَاقِية وعِوَضًا (¬6) عنها 5)
¬__________
(¬1) ب، جـ: "ويحذرهم" والمثبت عن أ.
(¬2) ن: "لِمَا يَعرِضُ في قِصَصِه من الزيادة والنُّقصان".
(3 - 3) سقط من ب، جـ والمثبت عن أ.
(¬4) زاد في ن: " .. أو بالعكس، لمَّا هَلَكوا بتَركْ العَمَل أَخلَدوا إلى القصص".
(5 - 5) سقط من ب، جـ، والمثبت عن أ، وفي ن: "أُتِىَ بشارب فقال لمُطيع بن الأسود: اضْربْه الحدَّ، فرآه عمر وهو يضربه ضرباً شديدًا، فقال: قتلْتَ الرجل، كَمْ ضرَبتَه؟ قالَ: سِتَّين، فقال عمر: أقِصَّ .. ".
(¬6) ن - بعد ذلك -: "وقد تكرر في الحديث اسْمًا وفِعْلاً ومَصْدَرًا".