كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (اسم الجزء: 2)
فعلَى هذا مَا رُوى عن أَنسٍ - رضي الله عنه -: قال: "كانت للنَّبِي - صلّى الله عليه وسلّم - ناقة تُسمَّى العَضْبَاء لا تُسْبَقُ" - وعن الهِرْمَاس (¬1) - رضي الله عنه - قال: "رَأيتُ النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلّم - يَخطُبُ على رَاحِلَته العضْبَاءِ (¬2) "
- وعن أَبي أُمَامَة - رضي الله عنه - قال: "خطب النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم - علَى ناقَتِه الجَدْعَاء" وفي روَاية: "على ناقَةٍ صَرْمَاءَ" وفي أخرى: "صَلْمَاءَ"، وفي رواية: "مُخَضْرَمَةٍ".
قال الحَربيُّ: هذا كلُّه في الأُذُنِ.
قُلتُ (¬3): فيُحتَمل أن يَكون الجميعُ صِفةَ ناقةٍ واحدة سمّاهَا كلُّ واحدٍ منهم بما تَخَيَّلَ فيها على حَسَبِ لُغَتِهِ.
- ويؤيده (¬4) ما رُوِى في حديث عليّ - كرم الله وجهه -: "أنّه ركِبَ نَاقةَ رسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - القَصْوَاء حين أمرَهُ أَن يُبَلِّغ أهلَ مكّةَ سُورَةَ بَراءة" في رِواية ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - وفي رِوايَةِ جابر: "العَضْبَاءَ" وفي رواية (¬5): "الجدْعَاء" فهذا يُصرّحُ أنّ الثلاثَةَ صفَةُ ناقَةٍ واحدةٍ؛ لأنّ الحالَ واحَدٌ إن كَان لم يَتَبَيَّن ذلك.
¬__________
(¬1) الهِرْماس بن زياد بن مالك الباهلي، أبو حُدَير، بمهملتين مصغرا، البصرى صحابيٌّ، سَكَن اليَمامَة، وهو آخر مَنْ مات بها من الصحابة بعد المائة. تقريب التهذيب 2/ 316، وانظر أسد الغابة 5/ 393.
(¬2) ب: "على راحلته القصواء"، وفي جـ: "على ناقته الجدعاء".
وفي ن: على ناقته القصواء - وعزيت إضاقة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.
(¬3) ب، جـ: "قال المصنف رحمه الله".
(¬4) ب، جـ: "يؤكده" والمثبت عن أ، ن، واللسان: (قصا).
(¬5) ب، جـ: "وفي رواية أبي سعيد".