كتاب نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة (اسم الجزء: 2)

فقدم علينا، فأبعدنا في تلقّيه «1» ، وسألناه النزول علينا، فامتنع. وقال:
لا يجوز للقاضي أن ينزل على أحد.
فقلنا [106 ط] له: فنفرغ لك أحد المنازل، فكأنّه أجاب إلى هذا.
وسبقناه إلى البلد، فأخلينا له دارا من دورنا، وجاء فنزل فيها.
فاجتهدنا في قبول غلمانه لطفا «2» منّا، أو شيئا، قليلا أو كثيرا، فامتنعوا، وقالوا: إنّه متى علم أنّكم فعلتم ذلك، صارت عداوة، وما قبل لأحد من خلق الله شيئا قط.
فلمّا كان بعد أسبوع، استدعاني، فقال لي: يا أبا محمد، كيف سعر الخبز عندكم؟
فقلت: خمسون رطلا بدرهم.
فقال: فالدجاج؟
فقلت: ثلاث بدرهم.
فقال: فالفراخ؟
فقلت: ستة بدرهم.
قال: فالجداء؟
فقلت: أجود جدي بدرهمين.
وأخذ يسائلني عن العسل، والسكّر، وحوائج السقط، وغير ذلك.
من الفواكه، والثلج، وأنا أخبره بسعر البلد على الحقيقة، بالذي يشترى لنا، ولسائر الناس مثله، ويقول: أهكذا يشترى لكم؟ فأقول: نعم.
فلما استتمّ الكلام، قال: يا غلام، قل للموكّلين، والفراشين، أن

الصفحة 10