كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 2)

حرم الله، فأجاباها، وشربا الخمر، وقتلا، وألمَّا بها، وسألتهما عن الاسم الذي يصعدان به إلى السَّماء، فعلماها، فتكلمت به، فعرجت، فمسخت كوكباً (¬1).
وقال سالم بن عبد الله: فحدثني كعب الحبر أنهما لم يستكملا يومهما حتَّى عملا ما حرم الله عليهما (¬2).
وفي غير هذا الحديث: فخُيِّرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدُّنيا، فهما يعذبان ببابل في سِرب من الأرض (¬3).
وقيل: علقا مُنكَّسين، وليس بينهما وبين الماء إلا قدر شبر، وهما يلهثان من العطش.
وكان ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما فيما يرويه عطاء - إذا رأى الزهرة وسُهيلاً سبَّهما وشتَمَهما، ويقول: إن سهيلاً كان عشاراً باليمن،
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 134)، وابن حبان في "صحيحه" (6186) عن ابن عمر، والطبري في "التفسير" (1/ 456) عن ابن عمر وابن عباس وعلي - رضي الله عنهم -.
قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/ 48) - بعد أن ذكر تلك الروايات في قصة الملكين -: وبالجملة فهو خبر إسرائيلي مرجعه إلى كعب الأحبار، كما رواه عبد الرزاق في "تفسيره" وهذا أصح إسناداً وأثبت رجالاً.
(¬2) انظر: "تفسير الطبري" (1/ 457).
(¬3) انظر: "تفسير الطبري" (1/ 458)، و"تفسير القرطبي" (2/ 52).

الصفحة 32