كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 2)

وقبور الأنبياء عليهم السَّلام أخص قبور الصالحين، ولا سيما قبر سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-.
وقد روى البيهقي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ زارَ قَبْرِيْ وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِيْ" (¬1).
وقد تواتر قديماً وحديثاً عند أهل بغداد أن الدعاء عند قبر معروف الكرخي مستجاب، وأنه درياق مجرب (¬2).
وذكر النووي أن الدعاء عند قبر الشيخ نصر المقدسي مستجاب، وهو بالقرب من قبر سيدنا معاوية رضي الله تعالى عنه بباب الصغير خارج دمشق (¬3).
وكذلك اشتهر أن الدعاء مستجاب عند قبر الشيخ أرسلان بدمشق.
¬__________
= وأما الزيارة البدعية فهي أن يكون مقصود الزائر أن يطلب حوائجه من ذلك الميت، أو يقصد الدعاء عند قبره، أو يقصد الدعاء به، فهذا ليس من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا استحبه أحد من سلف الأمة، بل هو من البدع المنهي عنها باتفاق سلف الأمة وأئمتها.
(¬1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (4159)، وكذا رواه الدارقطني في "السنن" (2/ 278). قال ابن حجر في"التلخيص الحبير" (2/ 267): طرق هذا الحديث كلها ضعيفة، لكن صححه ابن السكن، وعبد الحق، والشيخ تقي الدين.
(¬2) انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (13/ 404).
(¬3) انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (2/ 426).

الصفحة 556