كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 2)
قال: إنك لم تَستثْنِ.
قال محمد بن كعب: لم يقل بهما قال زكريا: {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 6] (¬1).
وقال الله تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص: 35].
طلب المغفرة قبل الملك، ومن لوازم المغفرة حصول العافية في الملك.
وقال البخاري: باب: الدعاء بكثرة المال (¬2) مع البركة (¬3).
ثم قال: باب: الدعاء بكثرة الولد مع البركة (¬4).
ثم روى في البابين حديث أنس -رضي الله عنه- عن أم سُليم رضي الله تعالى عنها - وهي أم أنس - أنها قالت: يا رسول الله! أَنَسُ خادمك؛ ادع الله له، فقال: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبارِكْ لَهُ فِيما أَعْطَيْتَهُ " (¬5).
أين هذا من دعاء أهل الغفلة وسؤالهم شيئاً مما ذكر من غير تعرض لسؤال الله تعالى العافية فيه والبركة.
¬__________
(¬1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (5/ 481).
(¬2) في "صحيح البخاري " زيادة: "والولد".
(¬3) انظر: "صحيح البخاري" (5/ 2344).
(¬4) انظر: "صحيح البخاري" (5/ 2345).
(¬5) رواه البخاري (6017)، وكذا مسلم (2480).
الصفحة 565
591