كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 2)

بها المُفَوِّضَةُ؛ إذا طُلِّقَتْ قبلَ الفَرْضِ والمَسيس؛ بدليلِ البيانِ والتقييدِ في آية البقرة، والمرادُ بآية البقرة مَنْ سُمِّي لها مَهرٌ أو فَرْضٌ (¬1).
فإن قلتم: فما الحكمُ فيما إذا طُلِّقَتْ قبلَ المسيسِ، ولكنه قَدْ سمَّى لها مهراً صحيحاً، وفيما إذا طُلِّقَتْ بعدَ المسيس؟
قلنا: سيأتي الكلام عليها (¬2) قريباً إن شاء الله تعالى.
* وفي الآية دليلٌ على أن المهرَ يستقرُّ بالدخولِ والمَسيسِ، وذلك إجماعُ (¬3)، وعلى أنه لا يستقرُّ قَبلَ المَسيسِ.
* والمسيسُ يقع في وضع اللغة على المَسِّ (¬4) مُطْلَقاً، ويقع في العرْفِ على الجِماع (¬5).
واختلفوا في المراد به:
- فقال قوم: الخَلْوَةُ كالإصابَةِ.
- وروي عن عمرَ -رضي الله تعالى عنه-: أنه قال: إذا أُرخيَ السترُ، وأُغلقَ البابُ، فقد وجبَ المَهْرُ، ما ذنبهنَّ إن جاءَ العجزُ من قِبَلِكم؟ (¬6)
وهو قول عليٍّ، وابنِ عمرَ، وزيدِ بنِ ثابتٍ -رضي الله تعالى عنهم- (¬7)،
¬__________
(¬1) وانظر: "الناسخ والمنسوخ" لابن العربي (2/ 99).
(¬2) "عليها" ليست في "أ".
(¬3) انظر: "بداية المجتهد" لابن رشد (3/ 972).
(¬4) في "ب": "اللمس".
(¬5) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (1/ 388)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (4/ 329)، و"لسان العرب" لابن منظور (6/ 219).
(¬6) انظر: "الأم" للإمام الشافعي (7/ 44)، و (7/ 233)، و"مصنف عبد الرزاق" (10873)، و "السنن الكبرى" للبيهقي (7/ 256).
(¬7) روى أثر علي -رضي الله عنه-: عبد الرزاق في "المصنف" (10863).=

الصفحة 115