كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 2)

ثم تعتدُّ بالشُّهورِ (¬1)، وبه قال أبو حنيفةَ والشافعيُّ (¬2)؛ كالتي انقطع دمها لعارِضٍ، ولِمَا قدَّمْنا من العموم والمفهوم.
* وأما الحائضُ المدخولُ بها:
فقد اتفقَ أهلُ العلمِ على أن عِدَّةَ الحرائرِ منهن ثلاثةُ قروء (¬3).
وإنَّما اختلفوا في الإماء:
- فذهبَ داود وأهلُ الظاهر وابنُ سيرينَ إلى إلحاقهن بالحرائر؛ لتناولِ العُموم لهنَّ (¬4).
- وذهبَ الجمهورُ إلى نُقصانِهِنَّ عن الحرائرِ؛ قياساً على نقصانهنَّ عنهنَّ (¬5) في الحَدِّ، فعدَّتهن قَرْآنِ (¬6)؛ لأن القَرْءَ لا يَتبَعَّضُ، فكمل لها قَرآنِ، ولهذا روي عن عُمر -رضي الله عنه-: أنه قال: لو استطعْتُ أن أجعل عِدَّةَ الأَمَةِ حَيْضَةً ونصْفاً، لفعلتُ (¬7).
¬__________
(¬1) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (18/ 96).
(¬2) أي: في الجديد. انظر: "مغني المحتاج" للشربيني (5/ 82)، و"رد المحتار" لابن عابدين (5/ 147). وانظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (8/ 95)، و"أحكام القرآن " للجصاص (5/ 352)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (153/ 18/9).
(¬3) انظر: "مراتب الإجماع" لابن حزم (ص: 134)، و"المغني" لابن قدامة (199/ 11).
(¬4) انظر: "المحلى" لابن حزم (10/ 306)، و"المغني "لابن قدامة (11/ 206)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (2/ 1/ 110).
(¬5) "عنهن" ليست في "ب".
(¬6) انظر: "المحلى" لابن حزم (10/ 306)، "تفسير الرازي" (3/ 2/ 98)، و"المغني "لابن قدامة (11/ 206)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (2/ 1/ 110).
(¬7) رواه سعيد بن منصور في "سننه" (1270)، وابن أبي شيبة في "المصنف" =

الصفحة 23