كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 2)
منسوخاً (¬1)، والله أعلم، وإن كان ذلكَ ليس بالبيّن فيه جداً (¬2). انتهى كلامه، رحمة الله تعالى عليه.
قلت: ولا يخفى علي ذي نظر صحيح وقلبٍ سَلِمَ من الهَوى ما في استدلالِ أبي عبدِ الله من ضعْفٍ (¬3)، وما في تأويله من الوهن؛ حيث جعل ظاهر القرآن خلافَ الظاهر منه، وحيث ادَّعى النسخَ بالاستدلال والاجتهاد معَ ظهورِ الاحتمال، وحيث جعل الحُجَّةَ في فتوى الصحابي إذا خالفت روايته، وذلك بخلاف أصوله وأصول أصحابه وأتباعه، وكلُّ هذا غَفْلَةٌ منه -رحمه الله تعالى-، ولو وقع على الجواب الذي قدمته، لما عَدَل عنه، ولا استقام له حينئذ الاستدلال بإجماع عمر وأهل عصره -رضي الله تعالى عنهم-.
* * *
¬__________
(¬1) في " الأم": "ناسخاً" بدل "منسوخاً".
(¬2) انظر: "الأم" للإمام الشافعي (8/ 660 - 661).
(¬3) في "ب": "الضعف".
الصفحة 43
505