كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 2)

بني بكر بن زيدِ مناةَ، كانوا في الصلحِ والهُدْنة (¬1).
وقال مقاتل: هم خُزاعَةُ (¬2).
وأما الذيَن جاؤوه - صلى الله عليه وسلم - ضَيِّقةً صدورهم من قتاله ومن قتال المشركين، فهم بنو مُدْلِجٍ (¬3).
ومعنى (يَصِلون): يَنْتَمون وينتسبون، قال الأعشى: [البحر الطويل]
إذا اتصلتْ قالتْ لبكرِ بنِ وائلٍ ... وبكرٌ سَبَتْها والأنوفُ رَواغِمُ (¬4)
* والاستثناء مختصٌّ بالقتلِ دون المُوالاة؛ فإن موالاةَ الكافرِ لا تجوزُ بحالٍ، سواءٌ كان حربياً أو معاهداً أو منافقاً، قال الله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 28]، الآية، وإنما استثناهم اللهُ سبحانه لأجلِ الوفاءِ بالعهدِ والميثاق؛ كما أمر به في كتابه العزيز (¬5).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الثعالبي" (3/ 357)، و"تفسير البغوي" (1/ 460)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (5/ 309).
(¬2) انظر: "تفسير ابن أبي حاتم" (6/ 1757)، و"تفسير البغوي" (1/ 461)، و"زاد المسير" لابن الجوزي (2/ 158).
(¬3) انظر: "تفسير البغوي" (1/ 461)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (5/ 309).
(¬4) انظر "ديوانه": (ق: 70/ 34)، (ص: 375)، وقد قالها في هجاء زيد بن مُسْهر الشيباني، ومطلعها:
هريرةَ ودِّعْ وإن لام لائمُ ... غداةَ غدٍ أم أنت للبينِ واجمُ
(¬5) انظر: "أحكام القرآن" لابن العربي (1/ 595)، و"تفسير البغوي" (1/ 460)، و"تفسير البيضاوي" (2/ 231)، و"تفسير الواحدي" (1/ 280).

الصفحة 441