كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 2)

وحقٍّ (¬1)، ويروى عن عائشة -رضي الله تعالى عنها-.
وهذا الحكمُ متفق عليه أيضاً، فيُكْرَهُ للرجل أن يُكْثِرَ الحَلفَ باللهِ في كلِّ شيء، وإن بَرَّ واتَّقى (¬2)، والله أعلم.
* * *

33 - (33) قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 225].
* اللغو: هو ما يجري على اللسانِ من غير قصدٍ، نحو: لا والله، وبلى والله، وهكذا يروى تفسيرهُ عن عائشة -رضي اللهُ تعالى عنها- (¬3)، وبه أخذ الشافعيُّ -رحمه الله تعالى- (¬4).
- وقال أبو حنيفةَ ومالكٌ: هو أن يحلفَ على شيءٍ ظَنَّهُ كذلك، وأنه صادق فيه، فتبين له خلافه، فهو خطأ منه (¬5)، ولا إثم عليه، وروي هذا عن
¬__________
= ووجه المنَاسبة بين المعنى اللغوي وما هنا: هو أنهم لم يصونوا الله تعالى، ولم يعظموه، فيحلفوا به كيفما كان.
(¬1) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (2/ 1/ 92)، ولم ينسبه لأحد.
(¬2) قلت: لم أجد من نقل الاتفاق على كراهة كثرة الحلف، إلا أن ابن قدامة ذكر في "المغني" (13/ 439): يكره الإفراط في الحلف بالله تعالى.
(¬3) رواه البخاري (4337)، كتاب: التفسير، باب: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} وانظر: "تفسير الطبري" (2/ 404).
(¬4) وهو قول ابن عمر وابن عباس في رواية عنه، وسالم والشعبي وعطاء وأبي قلابة والنخعي وعكرمة والزهري والأوزاعي. انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (15/ 61)، و"معالم التنزيل" للبغوي (1/ 295)، و "زاد المسير" لابن الجوزي (1/ 228)، و "المغني" لابن قدامة (13/ 449)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (2/ 94/1).
(¬5) في "ب" زيادة: "غير عمد".

الصفحة 6