كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 2)

وسليمان بن موسى، وايم الله! إن سليمانَ بنَ موسى لأَحفظ الرجلين (¬1).
فإن قلتم: قد (¬2) طعن في هذا الحديث قومٌ، وضعفوه بأنَ ابنَ عُلَيَّة حكى عن ابن جريج: أنَّه سأل الزهريَّ عنه، فأنكر معرفته (¬3).
قلنا: هذا الطعنُ غيرُ مقبولٍ مع عدالةِ رواة الحديث، ونسيانُ الراوي لا يَقْدَحُ في الحديث، وكذا فتواه بخلافه.
وإن سلم، فقد قال جعفرٌ (¬4) الطيالسيُّ: سمعتُ يحيى بنَ معينٍ يوهِّن رواية ابنِ عُلَيَّةَ، عنِ ابنِ جريجٍ، عن الزهريِّ: أنَّه أنكرَ معرفةَ سليمان بنِ موسى، ولم يذكر ذلك عن ابن جريج غيرُ ابن علية، وإنما سمعَ ابنُ عليةَ من ابنِ جريج سماعًا ليس بذاك، إنما صحَّح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز، وضعَّف (¬5) يحيى بنُ معين روايةَ إسماعيلَ عن ابنِ جُريج جدًا، فقالَ يحيى بنُ معين أيضًا: ليس يصحُّ في هذا الباب شيء إلَّا حديثُ سليمانَ بنِ موسى (¬6).
وكذلك أحمدُ بنُ حنبل ضَعَّفَ حكايةَ ابنِ عليةَ هذهِ عن ابن جريج، وقال: ابنُ جريجٍ له كتبٌ مدونة، وليس هذا في كتبه (¬7).
¬__________
(¬1) رواه الحاكم في "المستدرك" (2709)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 87)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 105)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/ 384).
(¬2) في "أ": "قد".
(¬3) انظر: "معرفة السنن والآثار" للبيهقي (10/ 30).
(¬4) في "ب": "أبو جعفر".
(¬5) في "ب": "وهَّى".
(¬6) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 107).
(¬7) رواه الحاكم في "المستدرك" عقب حديث (2709)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 105). وقوله: "وليس هذا في كتبه" يعني: حكاية ابن علية، عن ابن جريج.

الصفحة 66