كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 2)

- وفسره الحسنُ، وقتادةُ، والضحاك، والربيعُ والنخعيُّ، بالزنى (¬1)، وربما أعطاه كلام الشافعي.
- وذكر بعضُهم أن الشافعيَّ فسره بالجِماع مثل أن يصف نفسه به، فيقولَ: عندي جماعٌ يصلح لمَنْ جومِعَتْ، وأنشد فيه قولَ امْرِئ القيسِ: [البحر الطويل]
لَقَدْ زَعَمَتْ بَسْباسَةُ اليَومَ أَنَّني ... كبِرْتُ وأَنْ لا يُحْسِنُ السِّرَّ أَمثْالي (¬2)
وكأنه أراد ذكره مع التصريح بالخِطبة، وأما مجردُ ذكرِه، فليس بحرامٍ، ولا مُواعَدَة.
وأشهرُ هذه الأقوال هو الأولُ (¬3)؛ لأن الله سبحانه حظرَ ذلك خشيةَ الحِرْصِ منها على الإخبارِ بانقضاء العدَّة قبل أَجَلِها، وهو تفسيرُ ابنِ عباس، وابنِ جُبَيْرٍ، ومُجاهدٍ، وعِكرمةَ، والسدِّي، وبه قال الشعبيُّ ومالكٌ (¬4)، ويكون الاستثناء من قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا} [البقرة: 235]
¬__________
= وجائز أن يعرض لها بما تفهم به أنَّه يريد نكاحها ... ، فأباح تعالى التعريض ومنع من المواعدة سرًا.
(¬1) وهو قول السدي وجابر بن زيد وأبي مجلز، واختاره الطبري، وروي عن ابن عباس. انظر: "تفسير الطبري" (2/ 523)، و"الحاوي" للماوردي (9/ 249)، و"معالم التنزيل" للبغوي (1/ 318)، و"زاد المسير" لابن الجوزي (1/ 245)، و"أحكام القرآن" للجصاص (2/ 131)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (2/ 1/ 174).
(¬2) انظر: "خزانة الأدب" للبغدادي (1/ 28)، ويروي البيت:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنني ... كبرت وأن لا يحسن اللهو أمثالي
وهو قوله في "الأم" (5/ 39). وقد نقله عنه الماوردي في "الحاوي" (9/ 247)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (10/ 130).
(¬3) ورجحه الجصاص في "أحكام القرآن" (2/ 131).
(¬4) كما مرَّ قريبًا.

الصفحة 99