كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

19 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَزَّارُ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:
فَمَا لَكَ يَوْمَ الْحَشْرِ شَيْءٌ سِوَى الَّذِي ... تَزَوَّدْتَهُ يَوْمَ الْحَيَاةِ إِلَى الْحَشْرِ
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدًا ... نَدِمْتَ عَلَى التَّضْيِيعِ فِي زَمَنِ الْبَذْرِ.
20 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ النَّخَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَاضِي صَنْعَاءَ, قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَلِكُ الزِّنْجِ وَكَانَ فِي آخِرِ كِتَابِهِ:
لاَ أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي نُفوسِهِمُ ... مَا فِي ضَمِيرِي لَهُمْ مِنْ ذَاكَ يَكْفِينِي.
21 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: دَخَلَ أُنَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ, فِيهِمُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ, فَلَمَّا صَارُوا بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ حَسَرُوا عَمَائِمَهُمْ عَنْ رُؤُوسِهِمْ، قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ النُّعْمَانُ يَضْرِبُ صَلْعَتَهُ بِرَاحَتِهِ وَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, هَلْ تَرَى بِهَا مِنْ لُؤْمٍ؟ قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: هَذَا النَّصْرَانِيُّ الذِّمِّي, قَالَ:
ذَهَبَتْ قُرَيْشٌ بِالسَّمَاحَةِ وَالنَّدَى ... وَاللُّؤْمُ تَحْتَ عَمَائِمِ الأَنْصَارِ
قَالَ: لَكُمْ لِسَانُهُ, يَعْنِي الأَخْطَلَ.
_حاشية__________
(1) في المطبوعتين: "عون عن كهمس", والخبر رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 114) من طريق ابن أبي الدنيا, وهشام بن حسان هو المذكور في شيوخ عون, كما في تهذيب الكمال (22/ 464).
22 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ (1)، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الطُّفَاوِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: اخْتَصَمَ وَلَدُ آدَمَ، فَقَالْ بَعْضُهُمْ: أَيُّ الْخَلْقِ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: آدَمُ, خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ, وَأَسْجَدَ لَهُ الْمَلاَئِكَةَ, قَالَ آخَرُونَ: الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَعْصُوا اللَّهَ، فَقَالُوا: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَبُونَا, فَانْتَهَوْا إِلَى آدَمَ, فَذَكَرُوا لَهُ مَا قَالُوا, فَقَالَ: يَا بَنِيَّ, إِنَّ أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَا عَدَا أَنْ نَفَخَ فِيَّ الرُّوحَ, فَمَا بَلَغَ قَدَمَيَّ حَتَّى اسْتَوَيْتُ جَالِسًا, فَبَرَقَ لِي الْعَرْشُ, فَنَظَرْتُ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ, فَذَاكَ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللهِ.
_حاشية__________
(1) في المطبوعتين: "عون عن كهمس", والخبر رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 386) من طريق ابن أبي الدنيا, وأبو الأسود الطفاوي هو المذكور في شيوخ عون, كما في تهذيب الكمال (22/ 464).
23 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ, مِنْ عُبَّادِ النَّاسِ, مِنَ الأَنْصَارِ, قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْمَازِنِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ, عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ, مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ, قَالَ: لَمَّا أَصَابَ آدَمُ الذَّنْبَ, نُودِيَ أَنِ اخْرُجْ مِنْ جِوَارِي, فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ شَجَرِ الْجَنَّةِ, فَبَدَتْ عَوْرَتُهُ, فَجَعَلَ يُنَادِي: الْعَفْوَ الْعَفْوَ, فَإِذَا شَجَرَةٌ قَدْ أَخَذَتْ بِرَأْسِهِ, فَظَنَّ أَنَّهَا قَدْ أُمِرَتْ بِهِ فَنَادَى بِحَقِّ مُحَمَّدٍ إِلاَ عَفَوْتَ عَنِّي, فَخُلِّيَ عَنْهُ, ثُمَّ قِيلَ لَهُ: أَتَعْرِفُ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: لَمَّا نَفَخْتَ فِيَّ يَا رَبِّ الرُّوحَ, رَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى الْعَرْشِ, فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تَخْلُقْ خَلْقًا أَكْرَمَ عَلَيْكَ مِنْهُ.

الصفحة 110