كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

61 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ, يَعْنِي الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، وَذَكَرَ هَذِهِ الآيَةَ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} قَالَ: هَذِهِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ لأَمِينِ اللهِ وَخَلِيفَتِهِ, لَيْسَ فِيهَا تَنْوِيهٍ, وَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتُ رَجُلاً يَخْرُجُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ, فَأَخَذَ مِنْ غَيْرِهِ لَحَلَّ لِي دَمُهُ وَمَالُهُ, وَاللَّهِ لَوْ أَخَذْتُ رَبِيعَةَ بِمُضَرَ لَكَانَ لِي حَلاَلاً, يَا عَجَبَاهْ مِنْ عَبْدِ هُذَيْلٍ, زَعَمَ أَنَّهُ يَقْرَأُ قَرْآنًا مِنْ عِنْدِ اللهِ, فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَ رَجَزٌ مِنْ رَجَزٍ الأَعْرَابِ, وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُ عَبْدِ هُذَيْلٍ لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ, يَا عَجَبًا مِنْ هَذِهِ الْحُمُرِ, يَعْنِي الْمَوَالِي، إِنَّ أَحَدَهُمْ يَأْخُذُ الْحَجَرَ فَيَرْمِي بِهِ وَيَقُولُ: لاَ يَقَعُ حَتَّى يَكُونَ خَيْرٌ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِلأَعْمَشِ, فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ.
62 - حَدَّثَنِي وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: أَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ, فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَادِمٌ, يَعْنِي خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ, وَلَمْ يَقْدَمْ, وَلاَ آمَنُهُ عَلَيْكَ, فَأَطِعْنِي وَاخْرُجْ, فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ فَرَرْتُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنَ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لاَرَاكَ كَمَا سَمَّتْكَ أُمُّكَ.

الصفحة 123