كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

63 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ حِينَ جِيءَ بِهِ فِي دَارِ أَبِي سُفْيَانَ, وَإِذَا هُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ, وَبُنَيَّةٌ لَهُ فِي حِجْرِهِ, فَنَظَرَتْ إِلَى الْقَيْدِ فَبَكَتْ، قَالَ: فَشَيَّعْنَاهُ إِلَى بَابِ الْجِسْرِ, فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الْجِسْرِ, قَالَ لَهُ الْحَرَسُ: أَعْطِنَا كُفَلاَءَ, وَإِنَّا نَخَافُ أَنْ تُغْرِقَ نَفْسَكَ، قَالَ يَزِيدُ: فَكُنْتُ فِيمَنْ كُفِلَ بِهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: هُوَ ابْنُ قَرْمٍ: قَالَ الْحَجَّاجُ حِينَ قَتَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: ائْتُونِي بِسَيْفٍ رَغِيبٍ, يَعْنِي: عَرِيضٌ, اضْرِبُوا قُصَاصَ الْمَنْكِبَيْنِ, وَرَكِبَ سَاعَةَ ضَرَبَ عُنُقَهُ, قَالَ: فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَطَرَحَ عَلَيْهِ جِذْمَ حَائِطٍ.
64 - حَدَّثَنِي وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَجْلَحِ، قَالَ: اخْتَصَمْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الماصر (1) فِي الْحَجَّاجِ, فَقُلْتُ: إِنَّ الْحَجَّاجُ كَافِرٌ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ: الْحَجَّاجُ مُؤْمِنٌ ضَالٌّ, فَأَتَيْنَا الشَّعْبِيَّ, فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو, إِنِّي قُلْتُ: إِنَّ الْحَجَّاجَ كَافِرٌ, وَإِنَّ هَذَا قَالَ: الْحَجَّاجُ مُؤْمِنٌ ضَالٌّ, فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: يَا عَمْرُو, شَمَّرْتَ ثِيَابَكَ, وَحَلَلْتَ إِزَارَكَ, وَقُلْتَ: الْحَجَّاجُ مُؤْمِنٌ ضَالٌّ، كَيْفَ يَجْتَمِعُ فِي مُؤْمِنٍ إِيمَانٌ وَضَلاَلٌ؟ الْحَجَّاجُ مُؤْمِنٌ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ, كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ.
_حاشية__________
(1) في طبعة الرشد: "(الملائي)", انظر تعليق فاضل محقق طبعة دار أطلس.

الصفحة 124