كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

73 - حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْهَزْهَازِ بْنِ مَيْزَنٍ، قَالَ: سَمِعَ عَدِيُّ بْنُ فَرَسٍ رَجُلَيْنِ مِنَ الْحَيِّ يَذْكُرَانِهِ بِمَكْرُوهٍ, وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ, فَخَرَجَ مِنَ الْعَصْرِ يَتَوَضَّأُ, فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ كَلاَمَكُمَا آنِفًا, اسْتَغْفِرَا اللَّهَ مَا قُلْتُمَا وَتَوَضَّئَا.
74 - وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْهَزْهَازِ بْنِ مَيْزَنٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَدِيَّ بْنَ فَرَسٍ لَمْ يَعْظُمْ لِسَانُهُ فِي فِيهِ فَيَسْمَحُ, وَلَمْ يَصْغُرْ فَيَطِيشُ.
75 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يُظْلَمُ مَظْلَمَةً, فَيُغْضِي عَنْهَا ابْتِغَاءً لِوَجْهِ اللهِ, إِلاَ زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا.
76 - حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: أَخْبَرَنِي هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَظْلِمُنِي فَأَرْحَمُهُ.
77 - وَحَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُتْحِفَ عَبْدًا, قَيَّضَ لَهُ مَنْ يَظْلِمُهُ.
78 - أَنْشَدَنِي مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ:
إِنِّي شَكَرْتُ لِظَالِمِي ظُلْمِي ... وَغَفَرْتُ ذَاكَ لَهُ عَلَى عِلْمِي
وَرَأَيْتُهُ أَسْدَى إِلَيَّ يَدًا ... لَمَّا أَبَانَ بِجَهْلِهِ حِلْمِي
رَجَعَتْ إِسَاءَتُهُ عَلَيْهِ وَإِحْسَانِي ... فَآبَ مُضَاعِفَ الْجُرْمِ
وَغَدَوْتُ ذَا أَجْرٍ وَمَحْمَدَةٍ ... وَغَدَا بِكَسْبِ الذَّمِّ وَالإِثمِ
مَازَالَ يَظْلِمُنِي وَأَرْحَمُهُ ... حَتَّى بَكَيْتُ لَهُ مِنَ الظُّلْمِ.

الصفحة 128