كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

95 - وَحَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ هَامَانَ الْمَرْوَزِيِّ، قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: احْتِمَالُ بَعْضِ الذُّلِّ خَيْرٌ مِنَ انْتِصَارٍ يَزِيدُ صَاحِبَهُ قَمَاءَةً.
96 - وَحَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ هَانِي بْنَ النَّضْرِ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِقَوْمٍ فَشَتَمَهُ سَفِيهُهُمْ, فَقَالَ:
يَا أُمَّ عَمْرٍو أَلاَ تَنْهَوْا سَفِيهَكُمْ ... إِنَّ السَّفِيهَ إِذَا لَمْ تنْهَ مَأَمُورُ.
97 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: تُوُفِّيَ ابْنٌ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ, يُكَنَّى: أَبَا الْحَصِينِ, فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا الْحَصِينِ, وَاللَّهِ إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُهُ بَرًّا بِوَالِدَيْهِ, وَصُولاً لِرَحِمِهِ, بَعِيدًا مِمَّا يَقْتَرِفُ الشُّبَّانُ, وَلَقَدْ ذَكَرْتُ عِنْدَ مَوْتِهِ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
فَوَاللَّهِ لاَ أَنْسَى قَتْيلاً رُزِيتُهُ ... بِجَانِبِ قَوْسِي مَا مَشَيْتُ عَلَى الأَرْضِ.
ثُمَّ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَنْسَاهُ, فَقَالَ:
بَلَى, إِنَّهَا تَعْفُو الْكُلُومُ وَإِنَّمَا ... تُوَكَّلُ بِالأَدْنَى وَإِنْ جَلَّ مَا يَمْضِي.
98 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَتِ الْمُحَيَّاةُ بِنْتُ طَلْقٍ الْجُشَمِيَّةُ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ, وَجَاءَ الْعَصَبَةُ يَقْتَسِمُونَ دَارَهَا, فَسَمِعَتْ أَصْوَاتَهُمْ، فَقَالَتْ:
يَا دَعْوَةً مَا دَعَوْتِي عَامِرًا ... بِاللَّهِ لَوْ يَسمَعْنِي لاَسْتَجَابْ
تَاللَّهِ لَوْ يَسْمَعُ دَعْوَاهُمُ ... لَفَلَّهُمْ عَنِّي بِظُفْرٍ وَنابْ.
فَرَجَعُوا عَنْهَا, ثُمَّ عَادُوا, فَقَالَتْ:
لَقَدْ بُدِّلَتْ دَارُ الأَحِبَّةِ مِنْهُمُ ... مَوَالِيَ مِنْهُمُ مُلْحَقُونَ وَتابِعُ
فَلْو أَنَّ دَارًا أَعْوَلَتْ فَقْدَ أَهْلِهَا ... بَكَتْ دَارُنَا وَالْتَجَّ مِنْهَا الْمَسَامِعُ
فَرَجَعُوا, فَمَكَثُوا حِينًا, ثُمَّ عَادُوا, فَقَالَتْ:
الدَّارُ تَبْكِي أَهْلَهَا وَبُكَاؤُهَا شَيْءٌ عَجِيبُ, فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ تَرَكُوهَا.

الصفحة 133