كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

142 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ يَوْمًا, فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ, ثُمَّ قَالَ:
مَتَى يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ ... إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ
مَتَى يَنْتَهِي عَنْ سَيِّئٍ مَنْ أَتَى بِهِ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْهُ عَلَيْهِ تَنَدُّمُ
مَتَى يَفْضُلُ الْمُثْرِي إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ ... إِذَا هُوَ أَعْطَى نَائِلاً سَوْفَ يَقْدِمُ.
143 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيَّ أَبَا عُبَيْدِ اللهِ يَنْظُرُ رَجُلاً مِنْ بَقَايَا أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ مَشْيَخَتِهِمْ، فَأَخْبَرَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ, فَكَتَبَ إِلَيْهِ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا أَدْرَكْتَ عَلَيْهِ الْمَشَايِخَ فِي أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ؛ فَإِنَّي سَمِعْتُ مِنَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ كَلاَمًا كَثِيرًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ, فَإِنِّي أُحَذِّرُكَ أَهْوَاءً مُتَّبَعَةً أُحْدِثَتْ لِضَلاَلٍ مُبْتَدِعَةٍ، لَمْ يَكُنْ مِنْ عِنْدِ اللهِ أَصْلُهَا، وَلَيْسَ مَعَهَا مِنْ قَوْلِ اللهِ مَا يُصَدِّقُهَا، النَّظَرُ فِيهَا هَلَكَةٌ، وَالْجَهَالَةُ بِهَا عِصْمَةٌ، فَاحْذَرْ عَلَى نَفْسِكَ مُشَبِّهَاتِهَا؛ فَإِنَّهَا تَدْعُو إِلَى مُوبِقَاتِهَا، وَحَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ, فَقَالَ الْمَهْدِيُّ, لَمَّا وَرَدَتْ عَلَيْهِ الرِّسَالَةُ: مَا سَمِعْتُ كَلِمَاتٍ أَشْهَى إِلَى الْقَلْبِ، وَلاَ أَبْلَغَ, وَلاَ أَوْجَزَ مِنْهَا، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى جَمِيعِ الأَمْصَارِ يَنْهَى أَنْ يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا.
144 - حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُفْيَانَ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ, أَبُو الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى طَاوُوسٍ, فَأَجَابَهُ طَاوُوسٌ, أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ كِتَابًا, وَأَحَلَّ فِيهِ حَلاَلاً, وَحَرَّمَ فِيهِ حَرَامًا, وَجَعَلَ بَعْضَهُ مُحْكَمًا, وَبَعْضَهُ مُتَشَابِهًا, فَأَحِلَّ حَلاَلَهُ, وَحَرِّمَ حَرَامَهُ, وَاعْمَلْ بِمُحْكَمِهِ, وَآمِنْ بِمُتَشَابِهِهِ وَالسَّلاَمُ.

الصفحة 146