كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

179 - وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ (1)، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ, أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَاتِبٌ يَكْتُبُ قُدَّامَهُ شَيْئًا يُمْلِيهِ عَلَيْهِ, فَتَحَرَّكَ الْفَتَى فَضَرَطَ، قَالَ: فَارْتَعَشَتْ يَدَاهُ وَاسْتَحْيَا, فَتَرَكَهُ حَتَّى ذَهَبَ ذَاكَ عَنْهُ، قَالَ: اكْتُبْ يَا ابْنَ أَخِي, فَوَاللَّهِ مَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ أَكْثَرَ مِمَّا سَمِعْتُهَا مِنْ نَفْسِي.
_حاشية__________
(1) في نسخة جامع السنة: "سعيد بن مسلمة", والمثبت من طبعتي الرشد ودار أطلس.
180 - حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: تَنَفَّسَ رَجُلٌ وَنَحْنُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يُصَلِّي, فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: أُعْزِمُ عَلَى صَاحِبِهَا إِلاَ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَأَعَادَ الصَّلاَةَ، قَالَ: فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ، قَالَ جَرِيرٌ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, لاَ تُعْزِمْ عَلَيْهِ, وَلَكِنْ اعْزِمْ عَلَيْنَا كُلِّنَا, فَتَكُونُ صَلاَتُنَا تَطَوُّعًا وَصَلاَتُهُ الْفَرِيضَةَ, فَقَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُعْزِمُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى نَفْسِي, قَالَ: فَتَوَضَّئُوا وَأَعَادُوا الصَّلاَةَ.
181 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُزَاحِمُ بْنُ دَاوُدُ بْنُ عُلْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: بَيْنَمَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَلِّمِ يَقُصُّ شَارِبَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ, إِذْ بَخَّ عُمَرُ فِي وَجْهِ سَعِيدٍ, فَقَالَ: بَخْ, يَعْنِي فَزْعَةً, فَفَزِعَ مِنْهَا سَعِيدٌ فَزْعَةَ الْحَدَثِ ضَرَطَ, فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, أَفْزَعْتَنِي، قَالَ: مَا أَرَدْتُ ذَاكَ سَنَعْقِلُ لَكَ، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا.
182 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُزَاحِمُ بْنُ دَاوُدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي جَعْفَرٍ اسْمُ أَحَدِهِمَا جَعْفَرُ بْنُ عُقَابٍ, وَالآخَرُ جَعْفَرُ بْنُ نَسْرٍ اسْتَبَّا, فَقَالَ ابْنُ نَسْرٍ: أَتَذْكُرُ إِذْ ضَرَبْتُكَ حَتَّى سَلَحْتَ, فَأَشْهَدَ عَلَيْهِ ابْنُ عُقَابٍ بِقَوْلِهِ ذَلِكَ, ثُمَّ جَاءَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ, فَسَأَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ مِنْهُ, فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَ عُمَرَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا يَأْخُذُهُ بِهِ, فَأَرْسَلَ رَسُولاً إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يَسْأَلُهُ مَا عِنْدَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ, فَقَالَ سَعِيدٌ: نَعَمْ, قَدْ قَضَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَصَابَ ذَلِكَ أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ, فَسَأَلَهُ الَّذِي أُصِيبَ أَنْ يَقِيدَهُ مِنْهُ, فَأَبَى عُثْمَانُ, وَقَالَ: لاَ, هِيَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ, يُرِيدُ مَقْعَدَ الرَّجُلِ, وَلَكِنَّا سَنَعْقِلَ لَكَ مِنْهُ أَرْبَعِينَ بَعِيرًا, أَوْ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، ثُلُثَ الدِّيَةِ, فَقَضَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِجَعْفَرِ بْنِ عُقَابٍ عَلَى صَاحِبِهِ بِمِثْلِ الَّذِي قَضَى بِهِ عُثْمَانُ.

الصفحة 156