كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

216 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ, أَبُو عَاصِمٍ (1), مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ, مَوْلَى حَمْنَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَلْعٍ الأَنْصَارِيِّ, أَنَّ إِخْوَتَهُ شَكَوْهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ, إِنَّهُ قَدْ أَسْرَعَ فِي مَالِهِ, وَبَسَطَ فِيهِ, فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ: يَا قَيْسُ, مَا شَأْنُ إِخْوَتِكَ يَشْكُونَكَ, يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُبَدِّدُ مَالَكَ, وَتَبْسُطُ فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, إِنِّي آخُذُ نَصِيبِي مِنَ الثَّمَرَةِ, فَأُنْفِقْ فِي سَبِيلِ اللهِ, وَعَلَى مَنْ صَحِبَنِي، فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرِي، وَقَالَ: أَنْفِقْ يَا قَيْسُ, يُنْفِقِ اللَّهُ عَلَيْكَ, ثَلاَثًا, فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ خَرَجْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ, وَمَعِي رَاحِلَةُ تَمْرٍ, وَأَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ بَيْتِي مَالاً وَأَيْسَرُهُ.
_حاشية__________
(1) في المطبوعتين: "بن عاصم" والتصويب من ترجمة سعد بن زياد أبو عاصم, في التاريخ الكبير للبخاري (4/ 55) والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 83) وتاريخ دمشق لابن عساكر (20/ 232).
217 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ شَبِيبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ السُّلَمِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ جَدَّهُ الْهَيْثَمَ عَلَى صَدَقَاتِ قَوْمِهِ, فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ, وَفَّى بِمَا عِنْدَهُ مِنَ الصَّدَقَةِ, وَأَتَى بِهَا أَبَا بَكْرٍ, وَفَعَلَ ذَلِكَ الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ, قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَفَّى بِهَا الزِّبْرِقَانُ تَكَرُّمًا, وَوَفَّى بِهَا الْهَيْثَمُ تَحَرُّجًا, أَوْ تَوَرُّعًا.
قَالَ ابْنُ سَلاَمٍ: قُلْتُ لَهُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ.
218 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، عَنْ مُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: مَا نَسَى رَبُّكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا, شِعْرًا قُلْتَهُ، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَنْشِدْ, فَقَالَ:
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا ... وَليَغْلِبَنَّ مُغَالِبُ (1) الْغُلاَبِ.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "معالب" والتصويب من طبعة الرشد, والتاريخ الكبير للبخاري (1/ 120) فقد أورد البخاري هذا الحديث في ترجمة محمد بن طلحة التيمي.

الصفحة 165