كتاب الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

219 - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي, قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيُّ، قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ, وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ, فَقَالَ: يُفَلِّقْنَ, فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
هَامًا مِنْ رِجَالٍ أَحِبَّةٍ إِلَيْنَا ... فَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا
فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُفَلِّقْنَ؟ يَسْتَعْظِمُ أَبَا بَكْرٍ, فَقَالَ:
هَامًا مِنْ رِجَالٍ أَحِبَّةٍ إِلَيْنَا ... وَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا.
مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا.
220 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الأَرْقَمَ, صَاحِبَ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ, فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَر, أَتَى عُمَرَ, فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّ عِنْدَنَا حِلْيَةً مِنْ جَلُولاَءَ, آنِيَةً مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ, فَانْظُرْ أَنْ تُفْرِغَ لِذَلِكَ يَوْمًا, وَتَرَى فِيهِ رَأْيَكَ, فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَنِي فَارِغًا فَآذِنِّي, فَجَاءَهُ يَوْمًا, فَقَالَ: أَرَاكَ الْيَوْمَ فَارِغًا, فَقَالَ: أَجَلْ, فَابْسُطْ لِي نِطْعًا, ثُمَّ أَتَى بِذَلِكَ الْمَالِ فَصَبَّ عَلَيْهِ, فَدَنَا عُمَرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ, وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ ذَكَرْتَ وَقُلْتَ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} وَقُلْتَ: {لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} وَإِنَّا لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ لاَ نَفْرَحَ (1) بِمَا زَيَّنْتَهُ لَنَا، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْنِي أُنْفِقُهُ فِي الْحَقِّ, وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّهِ, قَالَ: وَأُتِيَ عُمَرُ بِابْنٍ لَهُ يُحْمَلُ, يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ, فَقَالَ: يَا أَبَتَاهُ, هَبْ لِي خَاتَمًا, فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ تَسْقِيكَ سَوِيقًا.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "تفرح" والتصويب من طبعة الرشد.

الصفحة 166